شكل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء جان مارك ايرولت الحكومة الفرنسية الجديدة التي جاءت مناصفة بين الرجال والنساء مع وزير لإعادة التصنيع، وضمت الحكومة الجديدة 34 وزيرا إضافة إلى رئيس الوزراء، كما شهدت دخول العديد من الوجوه الجديدة إلى السلطة التي غاب عنها الاشتراكيون منذ 2002.
وقرر مجلس الوزراء الفرنسي في جلسته الأولى الخميس، خفض راتب الرئيس فرنسوا هولاند والوزراء بنسبة 30%، كما اعلن عدد من اعضاء الحكومة بعد الجلسة.
وأكد رئيس الوزراء مساء الاربعاء "هذه هي القدوة"، مشيرا الى ان السلطة الجديدة تعتبر ان الأزمة تتطلب جهودا من اجل الفرنسيين، وفي مقدمهم اعضاء الحكومة.
وكان الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند قد شكل الأربعاء حكومة هيمن عليها اشتراكيون معتدلون كلفوا بتقليص العجز، لكنها لم تخل من جرعة طموح يجسدها أساسا استحداث وزارة "للنهوض بالانتاج".
وفي سابقة في فرنسا جاءت الحكومة متناصفة بين الرجال والنساء، وضمت 34 عضوا ، إضافة الى رئيس الوزراء جان مارك ايرولت، ومن الأسماء المعروفة نجد بالخصوص بيار موسكوفيسي (وزير المالية) ، ولوران فابيوس (وزير الخارجية) الذي يحتل ايضا منصب المسؤول الثاني في الحكومة.
وفي اوج الازمة اليونانية وفي الوقت الذي تراجع فيه النمو الى ادنى مستوى له، عهد هولاند بوزارة الاقتصاد الى الاصلاحي الحازم مدير حملته الانتخابية بيار موسكوفيسي (54 عاما) وهو مقرب سابق من دومنيك ستروس-كان ووزير سابق للشؤون الاوروبية. وسيساعده في مهمته جيروم كاوزاك الذي كان يراس لجنة المالية في الجمعية الوطنية.
وجاء أهم تجديد في تشكيل هذه الحكومة من خلال تعيين وزير "للنهوض بالانتاج" وذلك بعد ان شكل ملف "اعادة تصنيع" فرنسا احد ابرز رهانات الحملة الانتخابية. وعهد بهذا المنصب الى رمز الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي ارنو مونيبورغ المؤيد لفكرة الحمائية الأوروبية.
وعهد بوزارة الخارجية الى لوران فابيوس (65 عاما) رئيس الوزراء الاسبق في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران (1981-1984). وسيساعده في الشؤون الاوروبية بيرنار كازينيوفا احد المتحدثين باسم حملة فرنسوا هولاند.
وأسندت وزارة الدفاع الى جان-ايف لي دريان الذي اعد لهولاند قمة الحلف الاطلسي التي تعقد يومي 20 و21 مايو وسحب القوات المقاتلة من افغانستان مع نهاية العام.
وحصل مدير الاتصال في حملة هولاند مانويل فالس على وزارة الداخلية. في حين عهد بوزارة التربية وهي من اولويات الرئيس الجديد الذي وعد باستحداث 60 الف وظيفة في هذا المجال، الى النائب الاوروبي فينسنت بيون الذي اصبح المسؤول الثالث في الحكومة، وحصل اثنان من المقربين من هولاند هما ستيفان فول وميشال سابان على وزارتي الزراعة والعمل.
وتضم الحكومة الجديدة عددا متساويا من الوزراء من الرجال والنساء وشهدت دخول العديد من الوجوه الجديدة الى السلطة التي غاب عنها الاشتراكيون منذ 2002.
أبرز الوجوه النسائية في الحكومة الجديدة
النساء لم يحصلن الا على القليل من الوزارات الهامة، فقد كلفت كرستين توبيرا النائبة عن مقاطعات ما وراء البحار، على وزارة العدل. وعهد بوزارة الشؤون الاجتماعية والصحة لماريسول توران. وكلفت نيكول بريك بوزارة البيئة والطاقة واوريلي فيليبيتي بوزراة الثقافة والاتصال.
وستتولى منصب الناطقة باسم الحكومة الشابة الفرنسية من اصل مغربي نجاة فالو- بلقاسم المكلفة بحقوق الانسان.
وبالنظر إلى معركة الانتخابات التشريعية القادمة (10 و17يونيو) فقد تم تخصيص مكان صغير للحلفاء من انصار البيئة وتم تكليف القيادية في حزب الخضر سيسيل ديفلو بملف السكن والنائب الاوروبي باسكال كونفين بملف التنمية.
ولم تضم الحكومة الجديدة في المقابل أي من اعضاء اليسار المتطرف بزعامة جان-لوك ميلونشون الذي دعم هولاند في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية. كما لم تضم الحكومة أي من اعضاء المجتمع المدني باستثناء المخرجة الفرنسية الجزائرية يمينة بن قيقي التي كلفت ملف الفرنكفونية.
ويبدو أن زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري الغائب الاكبر عن الحكومة، كانت ضحية هذا التوازن الدقيق، فقد اعتبرت رئيسة بلدية ليل (شمال) التي لا تتفق كثيرا مع هولاند، ان وجودها في الحكومة "لا معنى له" طالما انها لم تعين في منصب رئيس الوزراء
أما الصديقة السابقة لهولاند سيغولين رويال فإنها لم تعين هي الأخري في منصب حكومي، وذلك لكونها ترغب في تولي رئاسة الجمعية الوطنية في حال فوز الاشتراكيين بالانتخابات التشريعية.
واعتبرت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لو بن الاربعاء أن الحكومة الجديد هي "دولة الحزب الاشتراكي"، في حين وصف نائب عن حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني ما اسماه "جيش جنرالات مكسيكي حقا".
حكومة جان مارك ايرولت في أرقام :
34 وزيرا بينهم 17 امرأة
7 وزراء أعمارهم دون 40 سنة
4 وزراء فقط من خريجي معهد الإدارة العليا خلافا لما درجت عليه العادة
4 وزراء فقط سبق لهم وأن تولوا حقائب وزارية
30 وزيرا يدخلون الحكومة للمرة الأولى
4 وزراء جدد فقط لا ينتمون للحزب الاشتراكي
30 من أصل 34 وزيرا يملكون حسابات على تويتر