على غرار "المحلل" الذي يلجأ إليه بعض الأزواج الذين استنفذوا مرات الطلاق، وألقوا اليمين على زوجاتهم ثلاثة مرات، ولكنهم أرادوا العودة إلى زوجاتهم، فلجأوا إلى التحايل على الشرع باللجوء إلى "المحلل" ، عاد رئيس الوزراء الروسي السابق، والرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين أمس إلى الكرملين من الباب الخلفي، بعد فوزه برئاسة روسيا بنسبة 64 في المائة.
الظاهر للعيان وجود صفقة سياسية أدارها بوتين بإتقان عندما ترك منصب الرئيس مجبرا، بعد دورتين، ودفع بالرئيس السابق ديمتري ميدفيديف ليكون رئيسا لفترة رئاسية "مؤقتة" يكون فيها بوتين قريبا من الميدان في منصب "رئيس الوزراء"، ليعود بوتين بعد ذلك رئيسا . في أكبر عملية التفات على الديمقراطية.
وعقب إعلان فوز بوتين خرجت مظاهرات في أنحاء موسكو تعترض على مشاركة بوتين في الانتخابات، بعض الروسيات اضطررن إلى التعري للتعبير عن اعتراضهن ولفت الأنظار لهن وموقفهن السياسي.
وطالب ائتلاف المعارضة الروسية المنبثق من حركة المعارضة ضد النظام القائم، الاثنين بانتخابات رئاسية جديدة، واصفا انتخابات أمس التي فاز فيها رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بأنها "مهزلة"، وذلك أثناء تظاهرة ضمت آلاف الأشخاص في موسكو.
وقال أحد قادة حركة المعارضة فلاديمير ريجكوف وهو يتلو أمام المتظاهرين قرارا للجنة تنظيم التظاهرة "نطالب بوضع حد للقمع السياسي، والتحقيق حول عمليات التزوير الكثيفة، والإصلاح السياسي، وانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة".
وأضاف أن "هذه الانتخابات مهزلة. السلطة غير شرعية"، وقال "سنواصل تحركنا السياسي طالما لم تنفذ مطالبنا".
وفي الوقت نفسه، اعتقل نحو مئة متظاهر بينهم الكاتب ادوارد ليمونوف في منطقة أخرى من موسكو. واعتقل حوالي مئة متظاهر آخرين أثناء تظاهرة في سان بطرسبورغ.
وأفاد المراقبون التابعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم إن الانتخابات الرئاسية الروسية التي فاز فيها فلاديمير بوتين شهدت مخالفات كبيرة خلال احتساب الأصوات بعد حملة "سخرت بشكل واضح" لمصلحة رئيس الوزراء ، وقالت المنظمة إن العملية تراجعت عند احتساب الأصوات، وجرت بشكل سلبي بسبب مخالفات إجرائية ، وبينت أن الحملة الانتخابية سخرت بشكل واضح لمصلحة أحد المرشحين
واعتبرت الصحافة الروسية الاثنين أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي فاز في الانتخابات الرئاسية سيكون بمواجهة نقص في الشرعية خلال ولايته الثالثة في الكرملين رغم فوزه الساحق.
وكتبت صحيفة "فيدوموستي" الاقتصادية أن "فلاديمير بوتين فاز بالانتخابات الرئاسية بفارق جيد" لكن السلطة " لم تتمكن من زيادة شعبيتها" التي تضررت من جراء حركة الاحتجاج في الأشهر الماضية.
وقال نيكولاي بتروف المحلل في مركز كارنيغي للصحيفة إن "المشكلة هي في سير الحملة الانتخابية، والطريقة التي تم فيها اختيار المرشحين" الذين سمح لهم بالمشاركة في الانتخابات، وأضاف إن "بوتين هو الذي اختار منافسيه وحدد قواعد اللعبة، وأخيرا نتيجة فوزه".
ورأت صحيفة المعارضة نوفايا غازيتا إن "النزهة انتهت" مضيفة "يمكن إجراء انتخابات لكن لا يمكن خداع الشعب".
واعتبر كاتب الافتتاحية في الصحيفة كيريل روغوف إن "الانتخابات تمت حسب إجراء لا يضمن شرعية الفائز".
من جهتها كتبت صحيفة نوفيي ازفستيا إن المجتمع المدني الذي عارض عودة بوتين إلى الكرملين يمكنه أيضا أن "يحتفل بفوزه" معتبرة أن رئيس جهاز الاستخبارات الروسية سابقا "سيكون عليه من الآن وصاعدا أن يأخذ بالاعتبار رأي الأقلية".
وقالت الصحيفة "لقد استيقظنا في دولة اخرى، لقد أرغم المجتمع للمرة الأولى منذ العام 2000 تاريخ وصول بوتين الى الحكم السلطة على سماع صوته".
وتابعت "لمنع البلاد من الانفجار، سيكون على الرئيس المقبل أن يجري حوارا مع كل القوى السياسية التي تطالب بتغيير وتحلم بروسيا أخرى، تكون حرة وناجحة أكثر، وكذلك أكثر انفتاحا".
وخلصت إلى القول انه إذا تمكن بوتين من "تقوية المجتمع، والحصول على دعم الناخبين المحتجين، ستكون لديه فرصة لكي يصبح الرئيس الجديد لروسيا جديدة فعليا"، ورأت صحيفة روسيسكايا غازيتا الرسمية ان "الانتخابات كانت لحظة حقيقة" بالنسبة لروسيا.
وأخيرا قالت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا أن "الحدث الأبرز" في الاقتراع كان المرتبة الثالثة التي احتلها ميخائيل بروكوروف الوجه الجديد على الساحة السياسية والذي نال أكثر من 7% من الأصوات، متقدما على المرشحين المخضرمين في السياسة فلاديمير جيرينوفسكي، وسيرغي ميرونوف.