كوارث المفاعلات اليابانية تنهي عصر الطاقة النووية


قال سياسيون وقادة أعمال يابانيون إن اليابان تحتاج الطاقة النووية من أجل تنمية اقتصادية مستدامة حتى بعد أن شهدت البلاد أسوأ كارثة نووية ، لكن بعض الخبراء في مؤتمر مناهض للطاقة النووية قالوا أن هذا الأمر قد عفا عليه الزمن.


وقال مايكل شنايدر، مستشار دولي بشأن الطاقة والسياسة النووية من فرنسا، إن مفاعلات نووية كثيرة في العالم بدأت في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي " لكن الحركة هدأت بشكل كبير في نهاية فترة الثمانينيات من القرن الماضي".


وأضاف شنايرد أنه على الرغم من أن الصين لديها 13 مفاعلا نوويا عاملة وترغب في زيادة العدد إلى 102 مفاعلا نوويا ، إلا أن البلاد " تستثمر فعليا أموالا في الطاقة المتجددة أكثر من استثماراتها في الطاقة النووية".


وقال إن الصين استثمرت في عام 2010 أكثر من 54 مليار دولار في الطاقة المتجددة أي أكثر مما أنفقه العالم أجمع على الطاقة المتجددة في عام 2004 .


وفي فرنسا، قال شنايدر إن صناعة الطاقة النووية والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "يميل للقول إنه إذا تخلصنا من الطاقة النووية فسوف نعود لضوء الشموع... لكن المتوسط العمري للمفاعلات النووية في العالم هو 27 عاما".


وذكر أن الكارثة النووية في فوكوشيما باليابان في عام 2011 ، وفي تشيرنوبل بالاتحاد السوفيتي السابق، أوكرانيا حاليا، في عام 1986 أظهر "العكس تماما". وأضاف أن " العصر النووي يجعل المناطق خالية من السكان ويعيدنا لمستوى ليس بيئة بشرية".


وتجمع أكثر من 10 آلاف شخص في "المؤتمر العالمي لعالم خال من الطاقة النووية"  لمناقشة موضوعات الطاقة والتلوث الإشعاعي والحركات المناهضة للطاقة النووية في أعقاب الكارثة في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.


وشارك في الاجتماع خبراء ونشطاء وبرلمانيون من 30 دولة و200 منظمة مدنية من أنحاء اليابان.


وبعد تضرر محطة فوكوشيما جراء الزلزال الذي ضرب البلاد في 11 مارس الماضي وموجات المد العاتية (تسونامي) التي تلته، وقعت سلسلة من الإنفجارات والحرائق تسببت في تسرب كميات ضخمة من المواد المشعة للبيئة.


وعانت المحطة التي تديرها شركة "طوكيو إليكتريك باور" من انصهارات لثلاثة مفاعلات من بين مفاعلاتها الستة. واضطر أكثر من 80 ألف نسمة على مغادرة المنطقة.


وأسفر الزلزال الذي بلغت شدته تسع درجات على مقياس ريختر وموجات تسونامي التي تلته عن وفاة 15800 شخص وفقدان 3400 آخرين في شمال شرق اليابان.


وعلى الرغم من الشكوك القوية التي أعرب عنها الخبراء والسكان المحليون، إلا أن الحكومة أعلنت منتصف الشهر الماضي أنه تم تحقيق إغلاق بارد لفوكوشيما. ومثل الإعلان نهاية للمرحلة الطارئة من الكارثة وبدء التنظيف والتخلص من مفاعلاتها.


ومع إغلاق المنشآت اليابانية لمفاعلاتها من أجل الفحص أو الصيانة،  لم تستطع إعادة تشغيلها وسط مخاوف شعبية متنامية بشأن الطاقة الذرية في أعقاب الكارثة.


وقالت شركة "شيكوكو إليكتريك باور" يوم الجمعة الماضية أنها أوقفت المفاعل رقم 2 في محطتها "محطة إيكاتا للطاقة النووية" من أجل فحوص اعتيادية ، وهو ما يترك خمس مفاعلات فقط من بين مفاعلات البلاد الـ54 ، أي أقل من %10 ، قيد التشغيل.


وقال هيرويوكي كاواي، ممثل مجموعة الاتصال لجماعة محامين تسعى لوقف المحطات النووية في اليابان، إن مسئولي الحكومة اليابانية وأعضاء البرلمان ومجموعات الأعمال ترغب في استئناف عمل محطات الطاقة النووية.


وقال كاواي إن " اليابان هي البلد الوحيد في العالم الذي به عدد كبير من المفاعلات في مناطق معرضة للزلازلوأوضح أن اليابان تشكل 3ر0% من كتلة اليابسة في العالم ، لكن عدد الزلازل التي تضرب البلاد أكثر من 100 ضعف المعدل العالمي.


وقال كاواي إنه "إذا وقعت كارثة نووية، فإن اليابان لن تعاني وحدها لكن الجنس البشرى سيعاني من أضرار بالغة... أرغب في أن أدعو الناس في العالم ليقولوا لليابان أوقفوا محطات الطاقة النووية في منطقة خطرة للغاية كهذه".