إضراب في نيجيريا بسبب إلغاء الدعم عن الوقود


ألقى متظاهرون نيجيريون الحجارة والزجاجات على الشرطة فيما تشهد البلد التي تعد اكبر مصدر للنفط في أفريقيا إضرابا عاما الاثنين بسبب رفع الدعم عن أسعار النفط، وكذلك تصاعد الهجمات التي يشنها مسلحون إسلاميون.




وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع كما أطلقت العيارات النارية في الهواء عندما تجمع آلاف المحتجين عند مكتب حاكم مدينة كانو الشمالية.


وذكر مراسل فرانس برس ان حشدا كبيرا تجمع في كانو، المدينة الرئيسية في شمال نيجيريا، واندلعت اشتباكات مع الشرطة التي واجهت المتظاهرين عند محاولتهم اقتحام مبنى حاكم المدينة، وقال المراسل أن "المتظاهرين أشعلوا النار في شاحنتين".


وخرج الآلاف إلى شوارع العاصمة الاقتصادية لاغوس وسط مخاوف من تصاعد التوتر بعد اتهام السلطات باستخدام القوة المفرطة وقتل متظاهر خلال احتجاجات الأسبوع الماضي.


ومر المتظاهرون بجانب حرائق أشعلت في إطارات على طريق رئيسية وألقى بعضهم الحجارة على الشرطة بعد أن اعتقدوا أنها تسعى إلى وقف مسيرتهم. وانسحبت الشرطة بعد ذلك وعاد الهدوء.


وكانت المجموعة الرئيسية من المتظاهرين سلمية، رغم أن عددا من الشباب على هامش المسيرة أشعلوا النيران والقوا بالزجاجات. وهتف بعضهم "غودلاك جوناثان سيء"، في إشارة إلى رئيس البلاد.


وقال جون كولاولي، الأمين العام لمؤتمر نقابات العمال والذي كان بين المحتجين "كل ما نريده الآن هو أن يسمعوا أصواتنا".


وتجمع عدة آلاف من المتظاهرين في العاصمة ابوجا كذلك رغم الإجراءات الأمنية المشددة، وساروا باتجاه مركز المدينة.


وتوعدت السلطات بمنعهم من التوجه إلى وسط المدينة، وتخطط لتوجيههم إلى منطقة أخرى، وأطلقت الشرطة في ابوجا الغاز المسيل للدموع الأسبوع الماضي لتفريق المتظاهرين.


وخرجت مجموعات من مئات المتظاهرين في كانو، اكبر مدينة في شمال البلاد، فيما نشرت أجهزة الأمن أعدادا كبيرة من عناصرها.


وبدا أن الإضراب ساري المفعول في العديد من مناطق البلاد خاصة في لاغوس حيث خلت الطرق المكتظة عادة إلا من المتظاهرين.


ويأتي الإضراب والاحتجاجات عقب قرار الحكومة إنهاء الدعم على الوقود في الاول من يناير مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود إلى أكثر من الضعف في البلد التي يعيش معظم سكانها البالغ عددهم 160 مليون نسمة على اقل من دولارين في اليوم.


وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أسعار النقل، كما يخشى كذلك من ارتفاع أسعار الأغذية.


وتسود مشاعر الغضب في أنحاء البلاد على خطوة الحكومة رفع الدعم عن أسعار الوقود، رغم محاولة رئيس البلاد وفريق من الخبراء الاقتصاديين المرموقين تبرير تلك الخطوة.


وسعت محكمة نيجيرية إلى وقف الإضراب، إلا أن قرارها لم يكن له أي اثر على ما يبدو.
وعقد مجلس النواب النيجيري اجتماعا طارئا الأحد ووافق على اقتراح بدعوة الحكومة إلى إعادة الدعم للوقود للسماح بفترة أطول لإجراء مشاورات حول هذه المسالة.



ويقول خبراء اقتصاديون أن إنهاء الدعم للوقود مهم للبلاد لكي تتمكن من تحسين البنى التحتية وتخفيف الضغط على احتياطاتها الأجنبية. إلا انه لم تصدر مؤشرات من الحكومة بأنها يمكن أن تدعم تلك الخطوة.


وسعى جوناثان إلى الحصول على دعم لخطوة الحكومة وذلك في كلمة عبر التلفزيون الوطني ليلة السبت الأحد، إلا أن النقابات رفضت حججه.



وتعهد جوناثان في كلمته بخفض رواتب الموظفين في الهيئة التنفيذية بمقدار 25% إضافة إلى تحسين النقل العام وزيادة خطوط السكك الحديدية وغير ذلك من التحسينات. وقال "لإنقاذ نيجيريا، يجب أن نكون جميعا مستعدين لتقديم التضحيات".



وتقول الحكومة أنها أنفقت أكثر من ثمانية مليارات دولار على الدعم خلال العام 2011. إلا أن النيجيريين يعتبرون ذلك الدعم المكسب الوحيد الذي يحصلون عليه من كون بلادهم غنية بالنفط، لأنهم لا يثقون بالحكومة بعد سنوات من الفساد.


وياتي الإضراب في الوقت الذي تعاني قوات الأمن من ضغوط بسبب تصاعد العنف الذي ألقيت مسؤوليته على جماعة بوكو حرام الإسلامية.


وأثارت هجمات استهدفت المسيحيين مؤخرا مخاوف من تصاعد العنف الديني في البلاد الذي ينقسم سكانهم إلى أغلبية مسلمة في الشمال، وأغلبية مسيحية في الجنوب.


وفي 31 ديسمبر أعلن جوناثان حالة الطوارئ في المناطق الأكثر تضررا، إلا أن العنف تواصل وامتد إلى مناطق أخرى.