أعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان اليوم ، حالة الطوارئ في أجزاء من البلاد، بعد عدة هجمات عنيفة شنتها جماعة "بوكو حرام" المتشددة.
وقال جوناثان، الذي تشمل أوامره إغلاق حدود البلاد في بعض المناطق، "لقد أصبح من الضروري اتخاذ بعض التدابير الحاسمة اللازمة لاستعادة الحياة الطبيعية في البلد، ولا سيما في المجتمعات المتضررة."
وشهدت البلاد خلال الشهرين الماضيين أعمال عنف على نطاق واسع في شمال نيجيريا، استهدفت الكنائس ومراكز الشرطة بشكل أساسي.
وأعلنت جماعة "بوكو حرام" مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات على كنائس في وسط وشمال نيجيريا يوم عيد الميلاد، بما في ذلك واحدة بالقرب من العاصمة أبوجا، والتي قتل فيها نحو 30 شخصا.
وبعد يومين من تلك الهجمات، وقع انفجار في مدرسة إسلامية، في ولاية دلتا الجنوبية، أسفر عن جرح عدة أطفال، وليس من الواضح بعد ما إذا كان الهجوم انتقاميا، لكن مثل هذه الهجمات الطائفية نادرة في ولاية الدلتا.
وقال الرئيس جوناثان إنه أوعز إلى قادة الجيش والشرطة، في المناطق التي ضربها العنف، بالعمل على ضمان الحياة وحماية الممتلكات العامة والشخصية.
وتأتي موجة التفجيرات بعد مقتل عشرات الأشخاص خلال الاشتباكات بين المسلحين الإسلاميين وقوات الأمن النيجيرية في بلدة شمال شرق نيجيريا، أكبر بلد أفريقي من حيث السكان.
ويمثل المسيحيون، وبحسب تقرير من منتدى بيو نشر هذا الشهر، أكثر من 50 في المائة من تعداد سكان نيجيريا، أي نحو 80.5 مليون نسمة، ما يجعلها سادس أكبر الدول المسيحية من حيث تعداد السكان.
وفي غضون عامين، أصبحت "بوكو حرام" مسؤولة عن عشرات من الهجمات في نيجيريا وخارجها، حيث تشمل أهدافها نقاط الشرطة والكنائس، والأماكن المرتبطة بـ"النفوذ الغربي."
ويبدو أن السلطات النيجيرية غير قادرة على محاصرة جماعة "بوكو حرام،" والحد من تأثيرها، ما يثير قلق الدول المجاورة وقيادة القوات الأمريكية في أفريقيا.
وحتى عام 2009، تبنت مجموعة "بوكو حرام،" نهجا يشبه إلى حد بعيد نهج حركة طالبان الأصولية، إلا أنها لم تكن تدافع عن العنف، ولكنها كانت معادية للقيادات المسلمة في نيجيريا قائلة إنها "تحابي الكفار."
ومن أبرز المنظرين لجماعة "بوكو حرام" محمد يوسف الذي قتل عام 2009، والذي كان يصر على التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية في شمال نيجيريا، بحجة أن الأغنياء والنافذين تملصوا من تطبيق الشريعة رغم اعتمادها رسميا في الولايات ذات الأغلبية المسلمة.
ولاقت رسالة يوسف صدى لدى الآلاف من المسلمين المهمشين، وساعدت "بوكو حرام،" التي تنتقد الانتشار العميق لعدم المساواة والانقسامات الدينية في الشمال والجنوب، على استقطاب أعضاء جدد.
واتهمت القوات الأمنية المجموعة بالتخطيط لإقامة الجهاد المسلح في نيجيريا، وتجميع الأسلحة، بما في ذلك المتفجرات والقنابل اليدوية، وشراء الأراضي لاستخدامها في التدريب شبه العسكري.
وتسببت الحملة الأمنية على أعضاء الجماعة، بفتح خط للاتصال بين "بوكو حرام" وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ووفقا لمسؤولين أمريكيين، فإن المجموعة عقدت شراكة مع تنظيم القاعدة واستفادت من خبراته في العمليات الانتحارية المتطورة.
وأظهر استطلاع عالمي لمركز بيو للأبحاث أجري في عام 2009، أن نحو 54 في المائة من المسلمين النيجيريين لديهم ثقة في زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وهي أعلى نسبة سجلها الاستطلاع.
وتعززت قوة وسمعة "بوكو حرام" قبل نحو عام عندما تمكنت من تحرير مائة من أعضائها من سجن شمال شرق بوتشي في نيجيريا، لكنها هذا العام بدأت تبحث عن آفاق جديدة، بما في ذلك العاصمة أبوجا.
ففي يونيو/حزيران، نفذت المجموعة أول تفجير انتحاري لها، مهاجمة مقر الشرطة الوطنية، وبعد ذلك بنحو شهرين، أرسلت سيارة ملغومة إلى المقر الرئيسي للأمم المتحدة في أبوجا، ما أسفر عن مقتل 23 شخصا.