تزخر مدينة ماسترخت الهولندية بالعديد من الكنائس إلا أنها تشهد تراجعا غير مسبوقا في أعداد المصلين.
ووفقا للأرقام الحكومية، فإن كل أسبوع يشهد تعرض كنيستين لإزالة مظاهر القداسة منهما في هولندا. وفي مسعى لحماية المباني غير المستخدمة من أن تتداعى حالتها نتيجة لإهمالها يستخدم حاليا الكثير من تلك المباني لأغراض بعيدة تماما عن الأغراض التي صممت من أجلها.
فبعض تلك المباني تم تحويله إلى أماكن تجارية بينما يستخدم البعض الآخر حاليا كمتاحف تاريخية وطنية وأماكن لإقامة الحفلات الموسيقية وغرف بروفات ومراكز بحثية حتى أن إحداها تحولت إلى فندق.
وتشتهر المدينة أكثر ما تشتهر بكونها المكان الذي شهد عام 1991 التفاوض على معاهدة ماسترخت التي وقعت عام 1992 وأدت إلى الاتفاق على العملة الأوروبية الموحدة، اليورو.
إلا أن السائحين يزورون المدينة لأسباب أخرى وهي الاستمتاع بالمباني التاريخية في ماسترخت والميادين الرائعة والحياة الليلية الصاخبة ومناطق التسوق بفضل كون الكثير من سكانها من الطلبة.
كما ينبهرون بعدد الكنائس المجددة في ماسترخت وبخاصة كنيسة الدومينيكان وكنيسة الصليبيين اللتان تملكان سحرا خاصا ويعود تاريخهما للعصور الوسطى ، إلا أنهما تحولا حاليا لمكتبة لبيع الكتب وفندقا على التوالى.
شيدت كنيسة الدومينيكان في القرن الثالث عشر وخلال عمرها استغلت أيضا كمرآب للدراجات قبل أن يتم تحويلها إلى مكتبة. ومن أبرز ما شهدته عمليات التجديد مخزن كتب معدني أسود اللون مؤلف من طابقين يمتد حتى القباب الحجرية التي يمكن الوصول إليها بمصعد أو بسلم.
ويمكن للجالس في المقهى الموجود خلف الكنيسة التمتع بمنظر الجداريات التي تغطي الأسقف والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر بما في ذلك بورتريه للقديس توما الاكويني.
ويقع فندق كرويشيرين هوتيل المكون من 60 غرفة في دير مجدد يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر وكنيسة يختلف طرازها القوطي من الخارج عن طرازها الحديث في الداخل حيث يوجد مصعد زجاجي وبوتيك وحانة ومنطقة لاستقبال الزوار.
ويقول ملاك الفندق إن وقار الطراز الحديث للمبنى يتناسب مع التعبير المعماري عن الفضيلة الدينية في أواخر القرون الوسطى .
وعلى احد الجدر تصف الصور الحياة اليومية فوق عبارة نقشت عليه تقول دائما أقرب إلى الله". إلا أن الزوار المتدينين قد يجدون حقيقة أن بيت الكاهن تحول إلى بار يعج بالمقاعد المكسوة بالجلود حمراء اللون لا تتماشى وذوقهم.
لكن القس الكاثوليكي هيرمان فان دين بيرج ينظر إلى الاستخدام الجديد
للكنائس غير المستخدمة في أنحاء هولندا نظرة أكثر مرونة حيث يقول إنه "أفضل من هدمها وهو النتيجة الوحيدة المنطقية لتراجع أعداد من يذهبون إلى الكنيسة بشكل متزايد ...أعتقد أن الأمر الأكثر أهمية هو أن تعيش المباني لأنها مهمة جدا من وجهة نظر فنية تاريخية".
وقبل أن تتحول كنيسة الصليبيين إلى فندق كرويشيرين هوتيل كانت تستخدم كمعمل بحثي للأسمدة الصناعية قبل أن تسوء حالتها وتصبح بحاجة لترميم.
وما زالت بعض كنائس ماسترخت تستخدم لإقامة الشعائر الدينية ومن تلك الكنائس كنيسة سان سيرفيتوس الرومانية التي تضم قبر سان سيرفيتوس التي زارها البابا يوحنا بولس عام 1985.