كيف تعلمين طفلك الترتيب والنظام؟
القاهرة: الصحافة.
نظرة واحدة إلى غرفة نوم طفلكم تكفي للتأكد من أنكم أمام كابوس مفزع، فالفراش غير مرتب والمكتب في حالة من الفوضى، بينما تتناثر أكوام الملابس، وبقايا الطعام، والأقراص المدمجة على أرضية الغرفة. أمام مشهد كهذا، ليست مفاجأة أن نقول أن جميع الآباء قالوا هذه الجملة لأطفالهم ولو لمرة واحدة على الأقل "نظف غرفتك حالا".
ويقول نائب رئيس مكتب إرشاد الطفولة بألمانيا أندرياس انجيل: "إنها ذات القصة في كل أسرة". لكن مطالبة أولياء الأمور لأبنائهم بتنظيم وترتيب غرفهم تتجاوز كونها مجرد طلب من أجل التحلي بالنظام، "فمسألة ترتيب غرفة
نوم تحمل معنى أكثر عمقا" إنها مسألة تتعلق بأمور الترويض...والطاعة...فالأطفال والمراهقون على الأخص مستعدون لمناقشة مفهوم النظام وكل ما يتعلق به".
عامل آخر يمكن أن يؤثر على سلوك طفلك وهو السن. تقول ماريا الصفتي جويته التي تدير خطا ساخنا لتقديم المعلومات والنصح للآباء عن تربية الأطفال: "تبدأ مرحلة البلوغ من سن 10 إلى 11 سنة، حيث تطرأ تغيرات هرمونية سريعة جدا وتتغير اهتمامات الطفل...نتيجة لذلك سيبدأ ابنك أو بنتك في توجيه الاهتمام الشخصي لأشياء محددة تختلف عن اهتماماتهم في السابق".
يتعين على الأب والأم أن يشرعوا بتدريب طفلهم على أن يكون مرتبا في سن مبكرة. تقول أخصائية علم النفس آني براون "كلما بدأتم مبكرا كلما سيكون للأمر مردود أكبر لاحقا". إذا بينتم لطفلكم كيف يقوم بالتنظيف وأطريتم عليه بعد ذلك، فمن المحتمل أن يصبح أكثر ترتيبا في حياته لاحقا" .
تنصح ماريا الصفتي الآباء والأمهات بتحديد الأولويات، فإذا كانوا ينتظرون أن تكون غرفة أبنائهم مرتبة ومنظمة فإنهم على الأرجح سيصابون بخيبة أمل. لذا، فعليهما "تحديد الأكثر أهمية" وهذا قد يشمل التأكد من أن الطفل يقوم بتنظيف المكان من بقايا الطعام كل مساء أو أنه يقوم بترتيب حقيبة المدرسة بنفسه. أيضا، من الأمور التي قد تساعد في ذلك تخصيص يوم في الأسبوع للتنظيف.
تقول براون: "يمكن أن يتم الاتفاق مع الطفل على تخصيص بضع ساعات لأعمال الترتيب والتنظيف مرة كل أسبوع". ومن الأفكار الجيدة أيضا مشاركة الطفل في متعة ما بعد إتمام العمل مثل اللعب معه أو تناول الحلوى. وتضيف
بقولها "يجب أن يكون ذلك شيئا يحبه الوالدان والطفل في ذات الوقت.. هذا سيجعل التنظيف والترتيب تجربة إيجابية".
العديد من الآباء والأمهات مستعدون للقيام بأعمال التنظيف بأنفسهم بهدف ترتيب كل شيء وفق هواهم وكما يتخيلون. لكن اندرياس انجيل يوضح أن "هذا ليس جيدا". إذا ما قام الأب والأم بترتيب كل شيء بأنفسهم، فإن الطفل لن يرتب لعبه بنفسه.
وحذر اندرياس من إصدار الإنذارات مثل إبلاغ الطفل بأنه "إذا لم تقم بتنظيف كل شيئ سألقى بكل شيء أجده علي الأرض بعيدا " فهذه الإنذارات لن تجدي نفعا. ويستطرد بالقول "أولياء الأمور سيضطرون بعد ذلك إلى إيجاد أنفسهم في موقف لا يتوجب عليهم معه تنفيذ تهديدهم فقط بل يكونوا قد خلقوا بذلك أيضا صراعا علي السلطة " داخل المنزل .
سيناريو مثل هذا سيكون من شأنه فقط أن يعلم الطفل أن الشخص الأكثر عنادا هو الذي يكسب " لكن هذا ليس هو الهدف من إقناع الطفل بأهمية الترتيب والنظام " . وسيكون لذلك أيضا أثر سلبي على عملية التعلم التي ينبغي على الطفل أن يمر بها خلال تعلمه ترتيب غرفته .