حملة لإنقاذ الطفل الأمهق من القتل

القاهرة : الصحافة.

عادت مجموعة من الأطفال ممن يعانون من انعدام الميلانين "صبغة الجسم" إلي موطنهم تنزانيا من رحلة علاج خضعوا فيها لتركيب اطراف صناعية، بعد فقدوا أذرعة وسيقان  من قبل ممارسي السحر الأسود.

تم نقل خمسة أطفال لمستشفى شراينرز للأطفال في فيلادلفيا في يونيو الماضي لعلاج ما بهما من إصابات مروعة، وأيضا لتركيب الأطراف الصناعية.

ويتعرض المصابون بالمهق للاضطهاد على نطاق واسع في تنزانيا , وقد آمن السحرة ان أجزاء أجسامهم تجلب الثروة والحظ الجيد، لذلك يتم خطف الأطفال البيض كل عام، حيث يتعرضون لقطع الأطراف، والشعر، والأسنان، وتمزيق الأعضاء التناسلية بالمناجل لاستخدامها في جلب الحظ الجيد، كما يتم بيعها بعد ذلك بأسعار عالية.

كابولا ماسانجا، (17 عاما) ، التي عادت الآن إلى وطنها تنزانيا، واحدة من الأطفال المصابين بالمهق، وهي متلازمة نقص الصباغ أو انعدامها في بشرتهم أو الشعر أو العينين، وتعد كابولا الآن واحدة من المحظوظين لنجاتها.

وقام أطباء في مستشفى شراينرز للأطفال في فيلادلفيا مؤخرا بتركيب أطراف اصطناعية جديدة للفتاة ولأربعة شبان آخرين.

قامت إليسا المقيمة ، في حي ستاتن ايلاند بمدينة نيويورك، بتوفير جميع احتياجات الأطفال اليومية والطبية والسفر، كجزء من نشاط جمعية خيرية .

استقلت كابولا طائرة في مطار كينيدي، متوجهة إلى موطنها في تنزانيا،. وقالت انها تلقت العلاج في الولايات المتحدة منذ يونيو مع الأطفال الأربعة الآخرين، الذين تتراوح أعمارهم بين خمس إلى 15 سنة، الذين تم تركيب الأطراف الاصطناعية لهم .

في مطار كينيدي، مسحت كابولا الدموع من عينيها، عند ترك أصدقائها في نيويورك، وأخبرتها اليسا : 'هذه ليست النهاية، إنها مجرد بداية جديدة مشرقة" .

وتدرس كابولا الآن استعدادا للامتحان بعد عودتها إلى موطنها، حيث تعيش هي وأربعة آخرين في "منزل آمن" في إحدي القري الفقيرة، كما تطمح أن تصبح محامية حقوق الإنسان.

تعيش اليسا مونتانتي بالقرب من الجمعية الخيرية، وقد قضت سنوات في مساعدة الأطفال ممن فقدوا أطرافهم في دول عدة تعاني الأزمات مثل البوسنة، وهايتي، والعراق، وأفغانستان، وليبيا، وسوريا.

وساعدت اليسا نحو 200 شابا من ضحايا الألغام الأرضية، والزلازل، والتسونامي وغيرها من الكوارث، ولكنها تقول : أن "أبشع الأمور وأشدها ألما في حياتي أن يتعرض هؤلاء الاطفال لهذه الممارسات الفظيعة بسبب السحر الأسود".

تم القبض على أكثر من 200 ساحرة حتى الآن ممن تسببن في قتل التنزانيين المصابين بالمهق. كما حظرت الحكومة المشعوذين العام الماضي.

ومع ذلك، استمرت الهجمات، وسجلت ثمانية حالات اعتداء على الأقل في تنزانيا في العام الماضي. حتى تطور الأمر، وأصبح أكثر قسوة.

وكشف عامل اجتماعي يرافق الأطفال ويترجم اللغة السواحلية الخاصة بهم، أن "بعض الآباء والأمهات يتعاونون مع السحر الأسود لأن " ما زالوا يعتقدون ان أطفالهم المهق لعنة " .

ويدفع الأغنياء من التجار، ورجال الأعمال والسياسيين مايبلغ 75،000 $ لاصطياد الأطفال المهق، يقول أحد المواطنين : "الانتخابات هي موسم الذروة للسحرة والمشعوذين، لذلك يعيش المهق في خوف. وخاصة في مواسم الانتخابات حيث يدفع الساسة المبالغ الطائلة من أجل الحصول علي الحظ الجيد للفوز" .

وكان ايمانويل فيستو (12 عاما) من المصابين، وفقد ذراعه اليسرى وعدة أصابع في يده اليمنى، وهو يراجع حاليا مع طبيب الأسنان ليعالج ما تكسر من الأسنان الأمامية التي فقدها عندما حاول المهاجمون قطع لسانه .