"واحد صحيح" رجل في مواجهة 4 نساء

ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته الثامنة، عرض للمرة الأولى عالمياً الفيلم المصري "واحد صحيح" للمخرج هادي الباجوري، الذي يقدم للمرة الأولى فيلماً روائياً طويلاً، حظي باهتمام النقاد والحضور على السواء.


يحكي فيلم "واحد صحيح" قصة الشاب عبد الله يونس، وهو مهندس ديكور داخلي، ويعيش في مواجهة مع أربع نساء.. الأولى هي مريم، وهي مذيعة تقع في حب عبد الله، وتلازمه راغبة بالزواج منه، رغم أن أحد المحيطين بها يحبها ويرغب في الارتباط بها.


أما الثانية فهي الدكتورة فريدة، وهي طبيبة نسائية متزوجة من رجل أعمال شهير، وتقيم علاقة مع عبد الله، المعروف في الأوساط النسائية بـ"الحنون والرومانسي."


الثالثة هي أميرة، وهي الحب الحقيقي لعبد الله، الذي ضاع منه قبل خمس سنوات، وعاد ليجدها صدفة.. ولكن العائق في زواجهما هو اختلاف ديانتيهما، وهو أمر لا ترغب أميرة بتقبله على الإطلاق، رغم أن والدها كان مسيحياً وأسلم لاحقاً بسبب تعلقه بسيدة مسلمة.


الشخصية الرابعة والأخيرة هي الصديقة المقربة من عبد الله والتي تجسدها الممثلة بسمة، وهي طليقة أحد أصدقاء عبد الله وشريكه في العمل.


والدة عبد الله تلح عليه بالزواج ليستقر ويكون عائلة، لكن عبد الله يتهرب من الأمر رغبة منه في عيش حياته بحرية، وليتأكد من نسيانه حبه لأميرة.


يدخل الفيلم في تفاصيل علاقة عبد الله بالنساء الأربع، فبسمة هي الأقرب إليه شخصياً، وهو يحكي لها كل ما يمر به، وأميرة هي حب حياته برغم اختلاف الديانة، ومريم، أو مريومة، هي الفتاة التي يحلم عبد الله أن تكون أماً لأبنائه، أما فريدة فهي العشق المحرم الذي يستمتع عبد الله به في لياليه المظلمة.


الفيلم قدم جانباً من حياة الطبقة الراقية في مصر، التي تعاني من مشاكلها، وليس من الضروري أن تكون مشاكل مادية، فهناك المخدرات والشذوذ الجنسي والخيانة.


نهاية الفيلم بدت منطقية إلى حد ما، فالمشاهد لا يعرف أي فتاة اختار عبد الله، وترك الباب مفتوحاً أمام التخيلات، وهو خيار حكيم قدمه الباجوري في هذا الفيلم.


ولكن، كأي من الأفلام الأخرى التي عالجت مشكلة الحب بين من ينتمون إلى ديانتين مختلفتين، لم يقدم "واحد صحيح" العلاقة بصورة مقنعة، فبدا التضارب بين الدين والمشاعر هو الغالب على شخصية أميرة، بينما لم يبد الأمر مهماً بالنسبة لعبد الله.


"واحد صحيح" قدم جانباً "برجوازياً" لمصر الحديثة، التي تختلف عما يراه المشاهد في الأخبار، وفي نفس الوقت، لم يقنع المشاهد بجدوى علاقة الشاب المسلم بالفتاة المسيحية، ولكنه ومع كل ذلك، قدم نهاية مرضية للجميع، ببقاء عبد الله غير مرتبط بأي فتاة بعد أن فشل في علاقاته جميعها.