القاهرة : وكالات .
كلفت فرنسا حاملة الطائرات شارل ديغول بمهمة فوق العراق في اجواء من التوتر الشديد. استعدادا للمشاركة العملية في قصف مناطق لتنظيم داعش الإرهابي في كل من العراق وسوريا.
وعلى سطح حاملة الطائرات تلوح ظلال رجال يتوجهون الى دفعة اخيرة من اربع طائرات قامت بالهبوط بمساعدة رادار، في نهاية اليوم الاول من عمليات هذه السفينة الحربية ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وفي هذا اليوم الاول، اقلعت ثلاث دفعات من الطائرات، اي 12 طائرة، الى العراق ثم عادت سالمة بعد ساعات.
وما يزيد من التوتر بالمقارنة مع نشاطات التدريب البسيطة في الاسابيع الاخيرة هو ان الطائرة باتت مسلحة مما يعرض الطيارين لضغط اكبر ويجعل عمليات الهبوط اكثر خطورة.
وقال جول الذي يساعد على سطح حاملة الطائرات الطيارين على تحديد المهبط في المرحلة الاخيرة من الوصول ان "الهبوط ليس امرا مؤكدا ابدا خصوصا بعد رحلة طويلة. ليس من السهل البقاء لساعات بوضع الجلوس في قمرة القيادة. انه عمل يتطلب نشاطا كبيرا للدماغ ايضا".
وكغيره من افراد طاقم حاملة الطائرات، التكتم على الهويات امر يجب ان يطبق بصرامة. وفي ذهن الجميع منذ اعتداءات باريس في يناير الماضي، الخوف من ان يكشفوا من قبل الجهاديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما كان لصور الطيار الاردني الذي احرقه تنظيم الدولة الاسلامية حيا وقعا مروعا في نفوس العديدين وان كان كثيرون يفضلون التمترس وراء الرد التقليدي "المجازفة جزء من المهنة".
وبعد اقلاعها، تحلق طائرات رافال وسوبر ايتاندار لتصل الى مكان العمليات. وبعد ذلك تجري عمليات استطلاع لثلاث ساعات فوق العراق بحثا عن اهداف محتملة او ضربات لدعم الجيش العراقي.
وقال الاميرال ايريك شابيرون الذي يقود المجموعة الجوية البحرية المرافقة لحاملة الطائرات ان "الطيارين يأتون ايضا بانتظام للتزود بالوقود. هناك شبكة من طائرات التزويد بالوقود فوق العراق مما يسمح بزيادة مدة عملية التحليق والوجود على الارض".
وعندما يتطلب الوضع القاء قنبلة، يلجأ الطيار الى سلطة المراقبة في التحالف الدولي ليسمح له باطلاق النار او لا. وقال الاميرال "لكنه يشارك في تقدير الهدف".
من جهته، اكد مارك الذي يقود مروحية والخبير في الاجراءات ان "الضغط لا يتراجع في طريق العودة لان هناك عملية الهبوط على سطح" السفينة.
ومع عودة المطاردات سوبر ايتاندار، يرصد بحار الافق بمنظار مكبر قبل ان يطلب من الضباط الاستعداد. وبعد ان تحط الطائرة تبقى بحاجة الى التقاط الكابل المعدني بملقط لتوقف اندفاعها على مساحة لا تتجاوز حجم ملعب للتنس.
وحول حاملة الطائرات، يبدو المجال البحري مكتظا ايضا بناقلات نفط عديدة وناقلات مؤن وحاملات حاويات تتوجه الى مضيق هرمز الذي يعد احد اكثر المضائق اكتظاظا وتعود منه.
وقال الكابتن بيار فاندييه قائد حاملة الطائرات "هناك ايران ايضا التي تهتم كثيرا بحماية مجالاتها. انهم يأتون باستمرار بسفن وطائرات ليقولوا لنا بطريقة لا تخلو من الاحتراف +ضبطناكم+".
وعلى "شارل ديغول" تقاسم المجال مع حاملة الطائرات الاميركية كارل فينسون التي تشارك مثلها في العمليات في العراق.
وقال الاميرال شابيرون "في مثل هذا المجال الضيق، وجود حاملتي طائرات قريبتين من بعضهما امر معقد ويتطلب تنسيقا وثيقا".