وفاة فاتن حمامة أجمل حكايات المصريين
القاهرة: الصحافة.
شيعت مصر في جنازة شعبية مهيبة سيدة الشاشة العربية فاتن جمامة، فارسة الزمن الجميل التي أحبتها أجيال مصرية مختلفة الأعمار، وسطرت من خلال سينما الأبيض والأسود أجمل حكايات المصريين، ومثلت النموذج الراقي الرومانسي الجميل للفتاة المصرية.
توفيت فاتن حمامة مساء السبت، وشيعت جنازتها من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر ، بحضور آلاف من المشيعين، بعضهم حمل صور الشخصيات التي ظهرت بها في الفلام القديمة.
ونعت رئاسة الجمهورية الفنانة الكبيرة التي توفيت عن نحو 75 عاما قدمت خلالها أكثر من 90 فيلما سينمائيا وعددا من المسلسلات التلفزيونية. وقالت إنها تتقدم بالعزاء لأسرتها ومحبيها من أبناء مصر والعالم العربي حيث فقدت "مصر والعالم العربي.. قامة وقيمة فنية مبدعة طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقية."
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن الفنانة الراحلة "التي أضفت السعادة على قلوب جموع المصريين والمواطنين العرب.. ستظل بإطلالتها الفنية وعطائها الممتد وأعمالها الإبداعية رمزا للفن المصري الأصيل وللالتزام بآدابه وأخلاقه."
وتوفيت الفنانة الراحلة مساء أمس إثر أزمة صحية مفاجئة حيث عولجت في الآونة الأخيرة بمستشفى في القاهرة.
ومن المقرر أن تشيع الجنازة بعد صلاة ظهر اليوم الأحد من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر. وقال مقربون من الفنانة الراحلة إنها أوصت بعدم إقامة سرادق عزاء.
ولدت فاتن أحمد حمامة في السابع من مايو أيار 1931 وبدأت رحلة التمثيل في السينما في وقت مبكر حين اشتركت بدور قصير عام 1940 في فيلم (يوم سعيد) الذي قام ببطولته المطرب محمد عبد الوهاب.
وأتيح لها أن تعمل مع معظم مخرجي السينما ابتداء من محمد كريم في (يوم سعيد) ثم بركات ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف وانتهاء بخيري بشارة في (يوم مر.. يوم حلو) عام 1988 وداود عبد السيد في آخر أفلامها (أرض الأحلام) عام 1993.
كما وقفت أمام معظم نجوم التمثيل والغناء في مصر ابتداء من يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، وانتهاء بمحمود ياسين ومحمد منير ويحيى الفخراني. وأطلق عليها في سبعينيات القرن العشرين لقب (سيدة الشاشة العربية).
وفي استفتاء حول أفضل مئة فيلم مصري بمناسبة مئوية السينما عام 1996 جاءت فاتن حمامة في المرتبة الأولى حيث تضمنت القائمة أكبر عدد من الأفلام التي شاركت في بطولتها متقدمة غيرها من الممثلات المصريات في القرن العشرين.
ومن بين أفلامها في تلك القائمة (ابن النيل) و(المنزل رقم 13) و(صراع في الوادي) و(دعاء الكروان) و(الحرام) و(إمبراطورية ميم) و(أريد حلا). وقدم فيلم (أريد حلا) قدم نقدا لاذعا لقوانين الزواج والطلاق في مصر. وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن وبالتالي سمحت بالخلع.
ولم تخرج حمامة كثيرا في اختياراتها السينمائية عن أدوار الفتاة المظلومة أو السيدة الجادة التي تواجه الاضطهاد بالصبر.
وحين جربت أن تقوم بدور مختلف في فيلم (لا أنام) الذي أخرجه صلاح أبو سيف عام 1957 فشل الفيلم تجاريا.
وقامت حمامة في هذا الفيلم بدور فتاة شريرة مصابة بعقدة تجاه والدها فلا تحتمل فكرة أن تستمر معه زوجة حيث كانت تسارع إلى تدبير المكائد لزوجات أبيها. واحتشد الفيلم بأكبر عدد من النجوم الذين لم يتح لفيلم آخر أن يجمع بينهم في تاريخ السينما المصرية ومنهم عمر الشريف ويحيى شاهين ورشدي أباظة وعماد حمدي وهند رستم ومريم فخر الدين.
وأرجع نقاد فشل فيلم (لا أنام) إلى دهشة المشاهدين أو صدمتهم في نجمتهم المفضلة التي عودتهم على نمط محدد يبدو حتى من عناوين أفلامها السابقة ومنها (ملاك الرحمة) و(نور من السماء) و(اليتيمتان) و(أنا بنت ناس) و(ست البيت) و(ارحم دموعي) و(أشكي لمين) و(ظلموني الناس) و(حب ودموع).
تزوجت فاتن حمامة من المخرج المصري عز الدين ذو الفقار (1919-1963) الذي أخرج لها بعض الأعمال. وبعد طلاقهما وزواجها من الممثل المصري عمر الشريف أخرج لها ذو الفقار أفلاما منها (موعد مع السعادة) وشاركتها في بطولته ابنتهما نادية عز الدين ذو الفقار و(طريق الأمل) و(بين الأطلال) و(نهر الحب) وقام عمر الشريف ببطولة
الفيلم الأخير. وقامت حمامة ببطولة عدد محدود من المسلسلات التلفزيونية ومن بينها (ضمير أبلة حكمت) و(وجه القمر).
وتزوج الشريف وفاتن عام 1955 ولهما ابن واحد هو طارق عمر الشريف.
ونالت الممثلة الراحلة عددا من الجوائز في مهرجانات عربية وأجنبية منها جائزة من مهرجان طهران عام 1977 عن فيلم (أفواه وأرانب) وجائزة أحسن ممثلة من مهرجان قرطاج عن فيلم (يوم مر.. يوم حلو) عام 1988 كما كرمت عن مشوارها الفني في بعض المهرجانات العربية وآخرها المهرجان الدولي الأول لفيلم المرأة بالمغرب عام 2004 .
وكان اخر تكريم لها في عيد الفن المصري في 14 مارس اذار ٢٠١٤ حيث كرمها الرئيس المؤقت انذاك عدلي منصور.
وظهرت فاتن حمامة في مايو ايار 2014 ضمن وفد لإعلاميين وفنانين مصريين ذهبوا للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد لقاءاته ضمن حملته الانتخابية حين كان مرشحا للرئاسة. وقطع السيسي حديثه وذهب لمصافحتها وسط تصفيق الحاضرين.