القاهرة : "حلايب" مصرية وغير قابلة للمساومة

القاهرة : الصحافة.
في رد فعل على تقارير صحفية تحدثت عن إعلان الخرطوم اعتبار منطقة "حلايب وشلاتين" ضمن الدوائر الانتخابية بالسودان، أكدت الخارجية المصرية إن حلايب وشلاتين جزء من مصر، وأنها "قضية محسومة." في الوقت الذي اتهم فيه مراقبون "قطر" بتحريض السودان على ضم "حلايب".
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي، في تصريحات له من القاهرة الخميس، أوردتها شبكة تلفزيون "النيل" الرسمية، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن "قضية حلايب وشلاتين قضية محسومة، لأنها جزء من الأراضي المصرية."
وفيما لم يؤكد عبدالعاطي أو ينفي صدور قرار من السلطات السودانية بشأن اعتماد منطقة حلايب ضمن الدوائر الانتخابية لانتخابات 2015، فقد اعتبر أن "طرح هذه القضية في وسائل الإعلام، سواء السودانية أو المصرية، هدفه تعكير صفو العلاقات بين البلدين فقط لا غير"، وشدد على قوله إن "الأراضي المصرية لا تقبل التجزئة.. ومصر لها كامل السيادة على التراب المصري."
وكانت تقارير عن صدور قرار في الخرطوم، باعتبار منطقة "حلايب وشلاتين" دائرة انتخابية سودانية بانتخابات 2015، قد أثارت غضباً واسعاً لدى دوائر سياسية وشعبية في القاهرة، فيما لم يصدر تأكيد رسمي من جانب المسؤولين في الخرطوم أو القاهرة.
وأدرجت الحكومة السودانية منطقة حلايب ضمن الدوائر الانتخابية لولاية "البحر الأحمر"، في انتخابات 2010، وبحسب تقارير صحفية قررت مفوضية الانتخابات إبقاء الدوائر الانتخابية كما هي بانتخابات 2015.
ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية "أ ش أ" عن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في ولاية البحر الأحمر، عبدالقادر محمد توم، تأكيده، اكتمال ترسيم الدوائر الجغرافية بالولاية السودانية، بما فيها دائرة "حلايب"، مشيراً إلى أنها "دائرة معتمدة منذ انتخابات عام 1953."
ويقع مثلث حلايب وشلاتين على البحر الأحمر بين مصر والسودان، وتزيد مساحته عن 20 ألف كيلومتر مربع، وهو موضع خلاف منذ عقود بين القاهرة والخرطوم، وقد سبق للسلطات المصرية أن احتجت مطلع العقد التاسع من القرن الماضي، على خطط السودان للتنقيب عن النفط فيها، ونشرت مصر قواتها في المنطقة منذ سنوات.
وبعد تولي الرئيس الأسبق، محمد مرسي، السلطة في مصر، قام بزيارة إلى السودان، ونُقلت عنه تصريحات تشير إلى رغبته بالتخلي عن سيادة مصر على المثلث، الأمر الذي نفت الرئاسة المصرية صحته آنذاك.
وفي أبريل  2013، قام رئيس أركان الجيش المصري آنذاك، صدقي صبحى، بزيارة السودان لإبلاغ المسؤولين في الخرطوم بأن حلايب "أرض مصرية خالصة، ولا تفريط فيها"، وفقاً لما نقلت تقارير صحفية في القاهرة آنذاك.
واتهم مراقبون "قطر" بتحريض النظام السوداني على ضم حلايب ، لإثارة القلاقل في مصر، وذلك ردا على موقف القاهرة من جماعة الإخوان التي تؤيدها قطر وتستضيف قياداتها الهاربة .
وينظر المجتمع العربي لتصرفات قطر بالريبة، حيث تتهم الدوحة بتمويل المنظمات الإرهابية الإقليمية في مصر واليمن والعراق وليبيا، وسوريا والخليج .
واتهم مجلس الوزراء الليبي منذ أيام النظام السوداني بدعم جماعات إرهابية داخل ليبيا . ويرى البعض أن قطر تغري السودان بالمال لتنفيذ أجندتها التاريخية المستمرة وهي إثارة القلاقل والاضطرابات في الدول العربية .
واتهم نظام البشير منذ سنوات بدعم الإرهاب ، واستضافة قيادات تنظيم القاعدة ، ومن بينهم زعيم التنظيم أسامة بن لادن، كما يتهم الرئيس السوداني بارتكاب جرائم حرب في دارفور، وهو ما دعى المحكمة الجنائية الدولية لإصدار أمر بالقبض عليه.