السيسي وبوتين .. مصر تغير قواعد اللعبة
القاهرة: الصحافة.
اختتم المشير عبدالفتاح السيسي أمس زيارته الأولى إلى موسكو، وأشارت الابتسامات التي بدت على وجه أعضاء الوفدين الروسي والمصري إلى نجاح الزيارة التي يعتبرها البعض بداية لتحرير مصر من التبعية الأمريكية، واستعادة قرارها الوطني، وتغيير أوراق اللعبة السياسية في الشرق الأوسط.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن بصراحة دعمه للمشير السيسي الذي يستعد لإعلان عزمه على الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، وهو الأوقر حظا في الفوز حتى الآن نظرا للشعبية الكبيرة التي حصلها بعد أن انحاز للشعب الذي خرج في ٣٠ يونيو ٢٠١٣. بالكلايين مطالبا بإسقاط الإخوان.
وقال بوتين "اعرف انكم اتخذتم قرار الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، انه قرار مسؤول جدا، تولي مهمة من اجل الشعب المصري. اتمنى لكم باسمي واسم الشعب الروسي النجاح".
وتابع الرئيس الروسي ان "استقرار الوضع في كل الشرق الاوسط يعتمد الى حد كبير على الاستقرار في مصر. انا مقتنع انه مع خبرتكم ستنجحون في تعبئة مناصريكم، واقامة علاقات مع كل شرائح المجتمع المصري".
الدعم الروسي العلني للسيسي أثار حفيظة الولايات المتحدة، حيث قالت وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف "بالتاكيد، نحن لا ندعم مرشحا، ولا أعتقد بكل صراحة أنه يعود للولايات المتحدة أو لبوتين أن يقررا بشأن من سيحكم مصر. القرار يعود للشعب المصري".
من جهته اشار المحلل الروسي فيودور لوكيانوف الى ان "اللحظة السياسية مفيدة لروسيا"، لافتا الى ان علاقات الولايات المتحدة والسلطة المصرية تشهد برودة.
واضاف الخبير في مجلس السياسة الخارجية والدفاع ان الاميركيين "حاولوا الركون الى الاخوان المسلمين والان لم يعد لديهم من يراهنون عليه".
ووصل السيسي الأربعاء الى روسيا برفقة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي. والتقى المسؤولان صباح أمس نظيريهما الروسيين سيرغي شويغو، وسيرغي لافروف لتعزيز التعاون بين البلدين خصوصا في المجال العسكري.
وجاءت الزيارة رد على زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة في 14 نوفمبر التي جرت في اجواء من فتور العلاقات بين مصر والولايات المتحدة -- بسبب اقامة مرسي والقمع الدامي لانصاره --.
وقال لافروف في ختام اللقاء "قررنا تسريع التحضير للوثائق التي ستعطي دفعا اضافيا للتعاون العسكري والعسكري-التقني".
وفي نوفمبر اعلنت روسيا انها ستسلم القاهرة انظمة دفاعية مضادة للطائرات وتبحث تسليم الجيش طائرات ومروحيات، وستبلغ قيمة العقد ملياري دولار بحسب الصحافة الروسية.
وقالت مصادر قريبة من وزارة الدفاع الروسية ومجموعة روستيك العامة ان عمليات الشراء هذه قد تمول من السعودية، وروسيا احد ابرز الدول المصدرة للاسلحة في العالم تأمل تعزيز تعاونها العسكري مع مصر شريكها من عهد الاتحاد السوفياتي على خلفية فتور العلاقات بين القاهرة وواشنطن.
ويرى الخبراء أن لقاء السيسي وبوتين سيكون له انعكاسات كبيرة على السياسة العالمية، خاصة الشرق الأوسط، حيث ستتغير قواعد اللعبة السياسية . فلن تعد أوراقها حكرا على الولايات المتحدة، وسيكون لذلك تأثيرا إيجابيا على القضايا العالمية.