أشهر لاعب رجبي : الإسلام مصدر سعادتي
القاهرة: الصحافة.
لا يعدّ سوني بيل ويليامز واحدا من أعظم لاعبي رياضة الرجبي على مدى تاريخها، فقط، ولكنه يعدّ أيضا واحدا من أكثر الشخصيات الرياضية المثيرة للجدل فهو خليط من اندفاع مايك تايسون، وجنون دييغو مارادونا، وأيضا النزوع للخير الذي يبديه نجوم آخرون ليس آخرهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وأيضا المالي كانوتيه.
يبلغ ويليامز 28 عاما من العمر، وهو عملاق لا يقل طوله عن ستة أقدام وأربعة إنشات، ولا يقل وزنه عن 108 كلغ، تغطيه أوشام ورسوم حرص على أن تكون بمنتهى الجمال وأضاف إليها مؤخرا رسميا بالكتابة العربية خلف ظهره، وتلك قصة سنعود إليها لاحقا.
ووفقا لموقع سي إن إن يعود اللاعب هذا الأسبوع إلى الواجهة عندما وجه له مدرب منتخب الكيوي، نيوزيلندا، دعوة متأخرة للعودة إلى صفوف المنتخب لخوض نهائي كأس الرابطة العالمية ضدّ الجار الأسترالي.
لكن قبل ذلك، كانت حياة اللاعب عاصفة على الصعيدين الرياضي والروحي. فقد نجح في وضع نفسه على صدارة نجوم هذه الرياضة عندما قاد منتخب بلاده إلى إحراز بطولة اتحاد كاس العالم، وفي حال فاز هذا الأسبوع ببطولة رابطة كأس العالم فسيصبح اللاعب الوحيد في العالم الذي يجمع اللقبين.
احترف اللاعب قبل سنوات في أستراليا ضمن ناد عرف لاعبوه بالشدة ومعاقرة الملذات، لكن خلافا حول الضرائب، دفعه إلى الفرار إلى فرنسا حيث انضم إلى نادي طولون. هناك صنع ربيعه قبل أن يقرر العودة إلى نيوزيلندا على أمل العودة إلى منتخب بلاده وهو ما تحقق له وسط عاصفة من الجدل.
والأكثر إثارة أنّه يمارس رياضة أخرى هي الملاكمة حيث نجح في الحصول في فبراير على بطولة العالم لحساب الجمعية العالمية للملاكمة على حساب الجنوب إفريقي فرانسوا بوثا، وهو النزال المحترف السادس في مسيرته.
والآن يصر اللاعب على أن يكتفي بالحد الأدنى من أرباحه المالية، أما الباقي فينفقه على أعمال الخير وجمعيات اليتامى وفاقدي السند بعد أن اشترى سكنين فخمين لكل من والده ووالدته المطلقين.
أما الذي دفعه إلى تغيير حياته، فيعترف بالقول إنه الإسلام مضيفا "إنها عائلة تونسية بسيطة مسلمة تعيش جنوب فرنسا" عندما كان محترفا في طولون.
ويقول "أفضل أصدقائي كان زميلي في المنتخب وأيضا الملاكم أنطوني موندين وهو مسلم. لم أكن أنتبه كثيرا لسلوكه الذي جعله ينجح في كل قرار يتخذه. كان ذلك أمرا مثيرا بالنسبة إلي. لكنني أدين بحياتي الحالية والاطمئنان الذي يميز سلوكي وحالة السعادة الذاتية إلى عائلة تونسية."
ويضيف "إنها عائلة تتألف من زوج وزوجة وخمسة أطفال، جميعهم يعيشون في شقة من غرفة نوم واحدة. كانوا يعيشون حياتهم بنفس طريقة النجوم. كرامتهم كانت عالية جدا. لم أر في حياتي مثلهم. كانوا جيراني والوالد يجلب ابنه في بعض المرات إلى مقر فريق طولون لمشاهدة التدريبات. علاقتهما هزتني. وأصبحوا أصدقائي وزرت منزلهم أثناء رمضان."
وقال "جربت معهم الصوم ولم يكن مثلما كنت أعتقد. ما تعلمته من تلك التجربة هو الاكتفاء بالقليل وبساطة الحياة. بساطتها في رؤيتنا إليها ومغالبة النفس، ولذلك نجحت في الملاكمة ولذلك أيضا عرفت معنى السعادة الحقيقي في حب الآخرين ومقاسمتك إياهم ما تملك."
ورغم ارتباط ويليامز بالمدينة إلا أنه رفض التمديد لفريقها بمبلغ خمسة ملايين دولار، فقط لأنه أراد العودة إلى ناد مغمور في نيوزيلندا حتى يمكنه العودة إلى منتخب بلاده، وكانت تلك مهمة أخرى نجح في تحقيقها.