مصر تخرج من التبعية وتنفتح على القطب الروسي
القاهرة: الصحافة.
في خطوة سياسية مهمة، بدأت الخميس جلسة المباحثات العسكرية الرسمية المصرية الروسية بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسيرغى شويجو وزير الدفاع الروسي لبحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين خاصة ما يتعلق بالتعاون العسكري.
ونقلت وكالة الشرق الأوسط الرسمية للأنباء عن السيسي تأكيده للوفد الروسي أن المباحثات تطلق إشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك، والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري، ويعزز العلاقات الممتدة بين البلدين منذ منتصف خمسينيات القرن الماضى ويعزز العلاقات التى تجمع شعبى البلدين".
وأشار السيسى إلى أن مجالات التعاون "تعمل على تحقيق أهدافنا فى إقامة السلام الشامل والعادل والمتوازن الذى يدعم توفير الأمن فى منطقة الشرق الأوسط التي تعد قلب العالم وصمام الأمان للأمن والسلم الدوليين."
ونقلت الوكالة عن شويجو "تقديره للقوات المسلحة ودورها في تحقيق إرادة الشعب المصري" مشيدا بمدى احترافية القوات المسلحة ودورها فى حفظ الأمن والسلام بمنطقة الشرق الأوسط وأكد اهمية التعاون المشترك ين الجانبين المصري والروسي خاصة فى المجال العسكري.
وتأتي الزيارة الاستراتيجية في ظل فتور العلاقة بين مصر والولايات المتحدة، والذي جاء بعد ثورة ٣٠ يونيو، وإسقاط الشعب المصري لنظام الإخوان الذي تدعمه واشنطن، وما تلاه من قرار أميركا بوقف جزئي للمساعدات العسكرية السنوية التي تقدمها لمصر، بحجة أن القوانين الأميريكية تمنع دعم أي دولة حدث بها "إنقلاب".
ورغم أن أميركا تجنبت وصف ماحدث في مصر بالانقلاب، وأعلنت تأييدها لخارطة الطريق المصرية . إلا أن مصر كما جاء على لسان عدد من المسؤولين ومنهم الفريق السيسي في احتفالية الذكرى الأربعين لنصر ٦ أكتوبر ١٩٧٣ "لن تنسى من وقفوا معها، ولن تنسى من وقفوا ضدها"، والمقصود بالجزء الثاني من العبارة أميركا التي "خزلت الشعب المصري" كما صرح السيسي نفسه لإحدى الصحف الأميركية.
وتأتي زيارة الوفد الروسي لمصر في ظل ارتياح شعبي يصل إلى درجة الإبتهاج، حيث يرفض الكثير من المصريين السياسة الأميركية الداعمة للتنظيمات الإرهابية، ويطالبون بتعدد مصادر السلاح، والخروج من المعسكر الأميركي التقليدي الذي ظلت مصرفيه أكثر من ٣٠ عاما.
ويؤكد السياسيون المصريون أن الانفتاح على الدب الروسي لا يعني استبدال حليف بآخر، ويقصد بذلك أميركا، ولكنه انفتاح على كل القوى السياسية الفاعلة في المجتمع الدولي. بما يخدم المصالح المصرية.