باسم يوسف: مصر ليست ضعيفة لكي يهددها برنامج
القاهرة: الصحافة
أحدث قرار إدارة قنوات CBC بوقف بث الحلقة الثانية من الموسم الثالث من البرنامج الساخر "البرنامج" الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف أمس جدلا في الأوساط الإعلامية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد ومعارض.
المؤيدون يرون أن البرنامج لا يتناسب مع المرحلة التي تمر بها مصر، والتحديات الكبيرة التي تواجهها في الداخل والخارج، وأهمها الإرهاب الذي بدأ يضرب بشراسة في العمق، ويسقط الضحايا من الأبرياء سواء من الجيش أو الشرطة أو المواطنين، وأن البرنامج تسبب في إنقسام في جبهة الثوار أو المؤيدين لثورة ٣٠ يونيو . أما المعارضين فيرون أن وقف البرنامج اعتداء على الحريات، ويبعث برسالة سيئة إلى العالم في هذا التوقيت بالذات.
وكانت قناة CBC قد أصدرت بيانا أمس الجمعة قبيل دقائق من موعد إذاعة حلقة "البرنامج" تلاه المذيع خيري رمضان مفدم برنامج " ممكن" جاء فيه "تأكيدا على ما جاء بالبيان الصادر من مجلس الإدارة السبت الماضي بخصوص الحلقة الأخيرة من برنامج البرنامج التى تم إذاعتها يوم الجمعة الماضية حيث إننا فوجئنا بالمحتوى الإعلامى المسلم لإدارة القناة لحلقة اليوم الجمعة ١ نوفمبر ٢٠١٣ لبرنامج (البرنامج) يخالف ما ورد ببيانها الصادر، مما يعنى استمرار إصرار منتج البرنامج ومقدمه على عدم الالتزام بالسياسة التحررية لقنوات CBC والواردة ضمن وثائق العقد الموقع منا مع منتج البرنامج ومقدمه، رغم أننا وفور إذاعة الحلقة الأخيرة لفتنا انتباه منتج البرنامج ومقدمه بضرورة الالتزام بالبيان وما جاء به، ويضاف إلى ذلك عدم التزام المنتج بتسليم أعداد الحلقات المتفق عليها السنة الأولى رغم استلامه بالكامل لتلك المبالغ، وإصراره على حصوله على مبالغ مالية إضافية كشرط لإنتاج حلقات جديدة، مما يمثل إخلالا لشروط العقد الموقع بين الأطراف، وعليه فقد قرر مجلس إداة قنوات CBC إيقاف إذاعة البرنامج، ولحين حل هذه المشاكل الفنية والتجارية".
في الوقت نفسه أصدرت الرئاسة المصرية بيانا أوضحت فيه أن لا صلة لها بموضوع إيقاف البرنامج، وأن الأمر لا يتعدى مشكلات بين القناة والشركة المنتجة، وجاء ذلك على لسان المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية أحمد المسلماني الذي قال أمس إن "الرئاسة تحترم حرية الرأي والتعبير، وإيقاف أي محطات لبرامجها يعتبر شأنا داخليا".
وكان يوسف قد غادر مطار القاهرة صباح أمس الجمعة متوجها إلى أبوظبي، وذكرت تقارير أن زيارته هدفها الاجتماع مع إدارة قنوات مجموعة إم بي سي، للتفاوض على نقل البرنامج من CBC إلى قناة إم بي سي مصر، وأن باسم اتخذ هذه الخطوة بعد أن علم منذ أيام عزم قناة سي بي سي عدم إذاعة الحلقة.
وعلق باسم على قرار وقف بث الحلقة من خلال صفحته على تويتر قائلا "الحلقة ستبث على موقع يوتيوب بعد قليل ، فلا تقلقوا". ولكن في المقابل هدد محمد الأمين صاحب قنوات CBC في حوار صحفي باسم، وقال أنه سيقاضيه في حال بث الحلقة عبر يوتيوب، لأن ذلك سيعد إخلالا بشروط التعاقد.
وأكدت مصادر إعلامية أن لا صلة للرئاسة أو الجيش بمنع الحلقة . حيث أنها لم تتناول أي منهما، وأن السبب الأساسي هجوم باسم على إدارة قناة CBC ، وفضخه لازدواجية المعايير بها.
وكان الإعلامي محمد عبد الرحمن الذي حضر تصوير الحلقة في مسرح راديو بالقاهرة الأربعاء الماضي قد قدم شهادته في تقرير نشرته "الأخبار اللبنانية"، في عددها اليوم السبت.
وقال أن "باسم رد في الحلقة على بيان قناة CBC الأول الذي أصدرته عقب بث الحلقة الأولى في الموسم الجمعة الماضية ، واتهمه باستخدام إيحاءات جنسية، ودافع باسم مؤكدا أنّ "البرنامج للكبار فقط منذ البداية، وأن القناة نفسها عرضت مسلسل “حكاية حياة” لغادة عبد الرازق في رمضان الماضي، وكان مليئاً بالإيحاءات التي تحدث عنها الجميع وقتها، ولم تقم القناة بمنع أي حلقة.
ولفت باسم الانتباه إلى أنّ القناة التي منعت عرض المسلسلات التركية بسبب الموقف التركي المعادي لما جرى في “3 يونيو” عادت وقررت بث تلك المسلسلات رغم أنّ تركيا نفسها لم تغيّر موقفها، متسائلاً عن موقف CBC من”الثوابت الوطنية التي تدّعي بأنّ باسم قد تجرأ عليها بينما القناة نفسها لم تستمر في مقاطعة الدراما التركية طويلاً”.
وأضاف عبد الرحمن أن باسم ركز في الحلقة على غياب المهنية في الإعلام المصري والعربي، ورصد العديد من التصريحات غير المنطقية التي يرددها صحافيون مثل مصطفى بكري، وأحمد موسى، ومحمد الغيطي حول شراهة الرئيس المعزول نحو الطعام متسائلاً ــ أي باسم – عن مدى مصداقية هذا الكلام، والأهم مدى إفادة الجمهور منه.
وخصّص الفقرة الثانية للاحتفال ــ على طريقته طبعاًــ بعيد الميلاد الـ 17 لقناة "الجزيرة" القطرية، ورصد فريق الإعداد الكثير من الأخطاء والمغالطات المقصودة التي وقعت فيها القناة، مع انتقاد مُوازٍ للقنوات المصرية التي تحرص على نقد "الجزيرة"، بينما ظهرها مكشوف هي الأخرى مهنيًّا.
وكال يوسف النكات للضيوف المصريين على "الجزيرة"، بسبب طبيعة تصريحاتهم خصوصاً محمد الجوادي المتخصص في تاريخ مصر الحديث.
وفي الفقرة الثالثة، قال باسم للجمهور بجدية واضحة إنّه مستعد لوقف البرنامج إذا قيل له إنّ حلقاته تهدّد الأمن القومي لمصر، لكنّه لا يعتقد أنّ مصر بهذا الضعف حتى يهددها برنامج ساخر، مؤكداً أنه لا يصنع برنامجه حتى يهاجم أحداً لصالح أحد، ويشفي غليل طرف ضد الطرف المعارض له، لكنه يقدم وجهة نظره إزاء ما يحدث على أرض مصر من خلال السخرية.
وكشف مصدر أن الخلاف بين قناة سي بي سي وباسم يوسف مادي، وأن القناة أخلت ببنود العقد حيث كان الاتفاق بينها وبين فريق البرنامج على وجود 15 دقيقة فقط إعلانية، وهو ما لم تلتزم به القناة حيث وصلت مدة الإعلانات في عدد من الحلقات إلي 60 دقيقة دون مقابل مادي لفريق عمل البرنامج.
ولكن الشركة المنتجة رفضت التصعيد وأصدرت في اليوم التالي بيانا هادئا جاء فيه
"تأسف الشركه لاتخاذ ادارة قنوات CBC هذا القرار المنفرد والمفاجئ بوقف البرنامج، وتوضح أنه لم يتم إخطار أسرة البرنامج بأي نية لوقفه حتى لحظة إذاعة البيان المذكور ، وتؤكد على التزامها بتسليم كافة الحلقات في مواعيدها وعدم إخلالها بأي من الشروط التعاقدية الخاصة بعرض البرنامج وبتسليم الحلقات" .
وأضاف البيان "التزام الشركة المنتجة بجميع التعاقدات المبرمة بينها وبين شركة المستقبل المالكة لقنوات CBC، بما في ذلك الالتزام بالسرية المتفق عليها فى علاقه الشركة المنتجة بالقناة. وعليه فنحن نلتزم بعدم التصريح بأية تفاصيل فى هذا الصدد ونتحفظ على ما تم اصداره، احتراما منا للمهنية والمصداقية، و ترفض إدارة البرنامج الادلاء بأية تصريحات أو بيانات انفعالية قد تضر بمكانة الشركة المالية والمهنية، وتعتبر أن البيان المذكور أدى إلى التشهير بسمعة الشركة المنتجة والعاملين بها.
وأكد البيان أن الشركه ستحرص على احتواء هذا الموقف بأسلوب مهنى راقى بعيداً عن المهاترات والانفعالات.