السجن 15 عاما لـ لشاعر هجا أمير قطر بقصيدة

القاهرة: الصحافة
أصدرت محكمة التمييز القطرية اليوم حكما نهائيا بالسجن 15 سنة على الشاعر القطري محمد بن راشد العجمي الملقب بابن الذيب، بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم في قصيدة.
وحكمت محكمة الاستئناف القطرية على ابن الذيب في فبراير الماضي بالسجن 15 سنة، مخفضة حكما أصدرته محكمة البداية بالسجن المؤبد بحق الشاعر بسبب إلقائه قصيدة المناهضة للحكم في شقته بالقاهرة".
وكانت محكمة أمن الدولة القطرية حكمت في 29 نوفمبر على الشاعر الذي يوصف في قطر بـ "المارد الشعري" بالسجن المؤبد بتهمة "التطاول على رموز الدولة والتحريض على الإطاحة بنظام الحكم". واوقف الشاعر في ١٦ نوفمبر 2011 بتهمة "التحريض على الاطاحة" بالنظام وبـ "إهانة الأمير" السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كما اوردت منظمة العفو في أواخر أكتوبر عندما طالبت باطلاق سراحه.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان ان النيابة العامة القطرية استندت في التهم الموجهة للشاعر الى قصيدة تتضمن انتقادا لأمير البلاد السابق حمد بن خليفة كتبها في 2010.
وسبق للأمم المتحدة ان انتقدت الحكم على ابن الذيب، وأعربت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة عن "قلقها العميق" لسجن الشاعرفي قطر.
وقالت سيسيل بويي المتحدثة باسم المفوضية في جنيف "اننا قلقون للطابع الظالم لهذه المحاكمة التي شابتها عيوب في الاجراءات، وصدور الحكم في جلسات مغلقة".
والقصيدة التي حوكم بسببها ابن الذيب هي  "قصيدة الياسمين" التي كتبها الشاعر 2011 على ضوء "الربيع العربي"، وهي منشورة على موقع "يوتيوب" تتضمن اشادة بالانتفاضة التونسية التي افضت الى زوال نظام زين العابدين بن علي، وتمنيات بان يصل التغيير الى بلاد عربية اخرى، مع تلميحات قوية في القصيدة قد تشير الى قطر.
وتتضمن القصيدة هجوما لاذعا على حمد بن خليفة أمير قطر السابق الذي تنازل عن الحكم لولده تميم، في خطوة أثارت استغراب المتابعين الذين رأوا في هذه الخطوة إنقلابا ناعما يشبه إلى حد ما الانقلاب الذي نفذه حمد نفسه على أبيه منذ أكثر من عشر سنوات.
ووصف نجيب النعيمي محامي الشاعر الحكم بـ "السياسي"، وقال "لسنا في دولة ديموقراطية حتى نقدر نحصل على إعادة فتح التحقيق"، وبحسب المحامي، فان ابن الذيب موجود "في السجن المنفرد من سنتين".
وتعليقا على الحكم النهائي على ابن الذيب، قال المحلل السياسي الكويتي عايد المناع "هذا حكم مؤسف ومحزن ان يصدر على شاعر نبطي حكم بهذه القساوة"، وأضاف "ما أتمناه ان يتسع صدر السلطات في المنطقة للمثقف والناقد، خاصة اذا لم يكن هناك تهجم شخصي".
ويسخر مراقبون من الإزدواجية الواضحة التي يمارسها النظام القطري، ففي الوقت الذي ترفع فيه قناة "الجزيرة" شعار الرأي والرأي الآخر، وتطالب بحرية التعبير، تضيق برأي شاعر قطري كتب قصيدة يعبر فيها عن رأيه.
ويتشدق النظام القطري بالحرية، ويدعي حرصه على الحريات، ويظهر في الساحة كأهم الداعمين لثورات العالم العربي، خصوصا في مصر، وتونس، وليبيا، وسوريا، ويؤسس ويستضيف منظمات دولية تدور حول الديمقراطية، ولكن في الوقت نفسه يمارس هذا النظام أسوأ نموذج للدكتاتورية السياسية من خلال نظام أميري لا مكان فيه للشورى، أو الشفافية، أو نظام المحاسبة.
 ويدعي النظام القطري في الوقت نفسه الدفاع عن القضايا العربية، رغم أنه نموذج صارخ للتبعية لأمريكا، حيث تستضيف قطر قاعدة "العيديد" التي تعتبر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم، ويزعم أنه يعمل لصالح القضايا العربية في الوقت الذي يرصد الأموال ويستقطب السياسيين، ويدعم تنظيم الإخوان، ويحرك المؤامرات في مصر، وسوريا، وتونس لتنفيذ الأجندة الأمريكية.
ورغم البوق الدعائي الضخم الذي تستخدمه قطر لترويج وجهها الديمقراطي المصطنع، وهو قناة "الجزيرة" يثبت النظام في كل يوم  واقعه الحقيقي كنظام دكتاتوري يتاجر بقضية "الحرية". كما يتاجر الإخوان المسلمون بالإسلام.