الإندبندنت : محمد صلاح جوهرة أوروبا الثمينة
القاهرة: الصحافة:
نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا عن لاعب المنتخب المصري محمد صلاح ، أكدت فيه أنه "أمل الكرة المصرية" ونجم أوروبا المقبل ، وعددت الإنجازات التي حقها في الفرق الأوروبية . وكما عددت المزايا عددت نقاط الضعف .
تقول الصحيفة "إن نواة نجاح فريق بازل السويسري هو تركيزهم علي إنتاج مواهب جديدة خلال الأيام الأخيرة . ولكن تغيير ما في التركيز بدأ يحدث في سانت جاكوب بارك، ويعتبر بايرن ميونيخ , ولاعب خط الوسط من نابولي : جوخان انيلر , والمدافع السابق فيليب ديجين من ليفربول من الأمثلة الرائدة للنجاح الذي حققه تيار الشباب في السنوات الأخيرة" .
وأضافت الصحيفة "علي الرغم من كون أغلب الفريق من السويسريين : فقد بدأ الآن المدير مورات ياكين في التركيز علي نظام فريق بازل في الكشف عن المواهب الجديدة حيث ركز علي المناطق غير المعروفة في جنوب أفريقيا وشمالها موليا اهتمام أكبر لمصر تحديدا" .
وقد نجحت خطته بالتأكيد، فقد حقق فريق ياكين مفاجأة أذهلت دوري أبطال أوروبا حين انتصر علي فريق تشيلسي في تتامفورد بريدج في سبتمبر الماضي، . كما كان يمكنه تسجيل انتصارين في المباريتين، لولا توقف لاعب خط الوسط جوليان دراكسلر لالتقاط أنفاسه في الجولة الثانية من المسابقة .
ولم يؤدي إعلان النتيجة المدوية في غرب لندن إلي ظهور نادي بازل علي الصعيد الأوروبي فقط , وإنما لفت الأنظار للاعب جديد برز خلال الموسم الماضي مرتبطا بكل من توتنهام وعمالقة الدوري الايطال إنتر ميلان .
وانضم اللاعب المصري الدولي محمد صلاح غالي لفريق بازل خلال عملية التطوير التي أجراها ياكين عام 2011 بعد مجموعة العروض الرائعة التي قدمها في الدوري المصري لصالح فريق المقاولون العرب، حيث سجل 11 هدف في 41 مباراة .
وتابعت الصحيفة البريطانية قائلة "يبلغ محمد صلاح 21 عاما فقط، وحاز لقب "الموهبة الواعدة لكرة القدم الإفريقية" عام 2012 بعد تسجيله ثلاث أهداف من أربعة في الألعاب الاوليمبية المقامة في لندن .
وبعد ثلاثة شهور , سجل صلاح هدفين لصالح مصر في مباراة ودية ضد نادي بازل، وكان أداؤه خلال الخمسة وأربعين دقيقة كافيا لترشيحه للعب مع العمالقة السويسريين . وبعد شهر قام صلاح بتوقيع عقد مدته أربع سنوات ".
وأضافت "اتضح بعد المباراة الأولي لصلاح في سويسرأ انه من الصعب انتماؤه لفريق بازل، ولم تشكل الصدمة الثقافية الناتجة عن انتقال اللاعب من شمال أفريقيا إلي أوروبا أي عائق أمام وصوله بالفريق إلي نصف نهائيات الدوري الأوروبي , حيث هزموا في النهاية في مباراة الذهاب والعودة أمام فريق تشيلسي .
وعلي الرغم من ذلك : كان لصلاح هدفين، وخمس تمريرات في الدوري الأوروبي، مما جعل الفرق الأخرى تطلق عليه "الموهبة الإبداعية" والمهاجم الرئيسي لفريق بازل، وبمجرد تسجيل هدفه الأول في الدوري الأوروبي في الربع النهائي في مباراة الذهاب أما نادي سبارس , رفع الدوري السويسري والوصيف إلي كأس سويسرا".
واستمر صلاح , اللاعب المصري وهو من مواليد محافظة الغربية , في تسجيل هدف رائع في مرمي زيمبابوي خلال تصفيات كأس العالم في يونيو، مما دفع مدرب المنتخب المصري بوب برادلي لإطلاق عليه لقب "اللاعب المحترف المثالي" ، و"مستقبل كرة القدم المصرية"
ولك أن تتخيل مدي تأثير مثل هذه الكلمات في وضع ضغط إضافي علي اللاعب الشاب الذي لم يبدأ حياته المهنية بعد، ولكن صلاح أكد صحة توقعات برادلي عنه بتسجيله عشر أهداف لناديه ومنتخب بلاده هذا الموسم .
يعد صلاح مهاجم رائع بلا جدل , حيث أن ثباته أمام المرمي من أهم السمات المميزة لأدائه . وقد أدي إحرازه لسبعة عشر هدفا في 24 مباراة إلي وضعه في الصدارة في فريق المنتخب المصري، كما أهله ليكون مهاجم بازل الأول . فهو أكثر من مجرد لاعب جناح أيسر .
صلاح مزيج مثالي بين لاعب الهجوم واليسار في نفس الوقت . فهو يبدو خفيف الوزن، ولكن قدرته الرائعة علي الجري أذهلت الظهير الرباعي في كل أوروبا .
ولقد قام الظهير الأيسر بنادي تشيلسي أشلي كوول بمقاومة سرعة صلاح الخادعة في مباريات الدوري الأوروبي الشهر الماضي .
وقالت الصحيفة "علي الرغم من كون صلاح أعسر , حيث سجل كل أهدافه بقدمه اليسري، مما جعله أكثر المواهب التي لا يمكن توقعها في أوروبا . إن جريه السريع المنفرد هو سمة أساسية في أداؤه، والسبب الرئيسي في الصعوبة التي يواجهها العديد من المدافعين لإيقافه".
وبقدرته الرائعة علي اللعب كخط وسط مهاجم، أو علي أي من الجناحين تميز صلاح، وأصبحت كل تمريراته كاملة وفورية، مما جعل كل معارضيه عاجزين عن إيقاف إبداعه في الثلث الأخير .
وبالحديث عن نقاط الضعف : يحتاج أداء صلاح الدفاعي إلي المزيد من التدريب، فالعديد من لاعبي الجناح يتبعن الظهير , وهو ليس منهم، ولكنه غالبا ما يترك نقاط ضعف الفريق معرضة لهجمة مرتدة بعد نوبة محمومة من الجري .
وهناك نقطة ضعف أخري لابد من أخذها في الاعتبار، وهي طريقة إنهاؤه للعب, فبإمكانه إحراز من ثلاثين إلي أربعين هدفا في الموسم الواحد فقط إذا أحسن رباطة جأشه أمام المرمي، وبغض النظر عن هذه القصور البسيطة فإن صلاح لا يزال جوهرة أوروبا الثمينة في الوقت الحالي .
من شاب مصري مجهول إلي لاعب جناح أيسر اشتهر في أوروبا كلها : أخضع صلاح العالم كله تحت قدميه، ويأمل أن يعيش حتي يحقق ما تنبأ به برادلي ليصبح مستقبل كرة القدم المصرية، ومن يعلم ! ربما يصبح لاعب أوروبا الأول . إنها فقط مسألة وقت .