"ياحسيني يابطل .. دمك بيحرر وطن"




تحولت جنازة الصحفي الشهيد الحسيني أبوضيف إلى مظاهرة ضد "الأخوان" ، ووسط التكبير وهتافات مناهضة للأخوان المسلمين، شارك آلاف الأشخاص الاربعاء الماضي في تشييع جنازة الصحافي المصري المعارض الحسيني أبو ضيف الذي أعلنت وفاته بعد الظهر متأثرا بجروح أصيب بها أثناء اشتباكات دامية جرت في محيط قصر الرئاسة بين انصار الرئيس محمد مرسي ومؤيديه في الخامس من يناير الجاري خلفت ثمانية قتلى ومئات الجرحى.


ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن مصدر طبي في مستشفى القصر العيني بالقاهرة ان الحسيني أبو ضيف (32 عاما) الذي يعمل صحافيا في اسبوعية الفجر المستقلة، توفي متأثرا بجروحه الناجمة عن طلق ناري فجر في الساعات الاولى من يوم الخميس الماضي.


وأضافت الوكالة ان أبو ضيف "أصيب بطلق ناري بالرأس أدى الى تهتك في خلايا المخ، وكسر بقاع الجمجمة، وكسر في الفقرات العنقية، ودخل في غيبوبة تامة منذ إصابته".


ونظمت نقابة الصحافيين وقفة حاشدة على سلالم النقابة هتف خلالها مئات الصحافيين بشعارات مناهضة للأخوان منها "يا حسيني يا بطل، دمك يحرر وطن" و"اقتل اقتل يا (محمد) بديع (مرشد الاخوان المسلمين) حق الحسيني مش حيضيع". ورفعوا صورا كبيرة للحسيني كتب عليها "كلنا الحسيني أبو ضيف فارس الصحافة".


وقال جمال فهمي وكيل أول نقابة الصحافيين أن الحسيني "استشهد لأنه صور الجرائم التي قام بها أعداء الحياة والكرامة، مما دفعهم لقتله لسرقة الكاميرا الخاصة به"، مضيفا أن النقابة ستنظم الجمعة مسيرة الى ميدان التحرير تحت شعار "الثار للحسيني وأخوته".


وقال عبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والذي كان ضمن عشرات النشطاء والوجوه الاعلامية والسياسية التي شاركت في تشييع الجنازة، "انه يوم حزين، ونحن إزاء منعطف خطير، شهداء اليوم أصبحوا يسقطون برصاص عصابات مصرية بعد أن ظلوا لعقود لا يسقطون إلا برصاص عصابات صهيونية".


وأضاف لوكالة فرانس برس في تعليق على الازمة الحادة التي تشهدها مصر بسبب الخلاف على مشروع دستور يبدا الاستفتاء عليه السبت القادم، "انا حزين ايضا لان الدستور تلطخت مواده بالدم، لقد تمكن الاخوان من تقسيم البلد، مصر دولة متنوعة لا يمكن ان يكون رئيسها رئيس جماعة، لقد حولوا يوم الاستفتاء على الدستور الذي يفترض ان يكون عرسا، إلى ماتم".


وحال وصول جثمان الحسيني في سيارة قدمت من المستشفى الذي كان يرقد فيه منذ اصابته، ارتفعت هتافات التكبير في تاثر والتحم زملاؤه باسرته وآلاف المشيعين وسار الموكب الجنائزي الحاشد الى ميدان التحرير.


وردد آلاف المشاركين الذين ساروا وراء السيارة التي حملت الجثمان، العديد من الهتافات منها "لا اله الا الله، الحسيني حبيب الله" و"الشعب يريد اسقاط النظام" و"يسقط حكم المرشد" و"اللي فاكر (يتصور) نفسه كبير ، لسه الثورة في التحرير"، قبل إدخال الجثمان الى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير حيث اديت عليه صلاة الغائب قبل نقله الى سوهاج (جنوب) لدفنه بين أهله.


وقال محب (35 عاما) احد اصدقاء الحسيني "انا احمل المسؤولية في قتله للاخوان لانهم هم الذين هجموا على المعتصمين في القصر الرئاسي" في الاربعاء الدامي.


ووافقه ماجد ابراهيم (مهندس 39 عاما) الذي قال "الحسيني تم اغتياله قصدا لانه صور الاسلحة واخذ لقطات تدينهم فقتلوه ودمروا الكاميرا ومحتوياتها".


وقالت فاطيما دوام الصحافية في جريدة "الصباح" التي كانت من آخر من شاهد الحسيني قبل اصابته، "لقد قتل الحسيني لأنه صور باصات قدمت الى محيط القصر الرئاسي، وانزال اسلحة منها بينها سيوف ومولوتوف"، مضيفة أنه "تم تسليط فلاش ليزر عليه قبل استهدافه بالرصاص، وهجمت عليه مجموعة من الأخوان، واخذوا شريحة ذاكرة الكاميرا".


وأشارت فاطيما التي كانت في حالة تاثر شديد، الى أن الحسيني كان كتب في تغريدة على تويتر قبل وفاته عن "اجتماع سري بين اسلاميين للزحف" باتجاه القصر الرئاسي للتصدي للمتظاهرين" هناك ضد الرئيس محمد مرسي، مشيرة الى أن آخر تغريدة له كانت "اتحدى اي احد من الاخوان ان يخرج وينفي ما قلته".


وكانت نقابة الصحافيين المصريين قالت في بيان الأسبوع الماضي أن الحسيني أبو ضيف "تم استهدافه عن عمد وإطلاق خرطوش على رأسه من مسافة مترين، فى تمام الثانية والنصف فجر الخميس 6 ديسمبر.


وطالب المجلس الأعلى للصحافة في مصر "جهات التحقيق المختصة وكافة الجهات المعنية بسرعة الكشف عن الجناة الذين وجهوا رصاصهم الغادر تجاه الفقيد"، مشيدا بالحسيني "الذي ظل وفيا لمهنته ورسالة الصحافة حتى أنفاسه الاخيرة".


وتاتي وفاة الحسيني وسط حالة من الاحتقان السياسي الشديد مستمرة منذ ثلاثة اسابيع في مصر بين مؤيدي الرئيس المصري ومعارضيه بشان الاستفتاء على مشروع دستور تعتبره المعارضة "غير توافقي".