أثارت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية السخرية عندما صرحت بأن المناطق العامة في مبنى سفارة الأكوادور بلندن مثل السلالم تعتبر أراض بريطانية، وبالتالي فانه يمكن ـ وفقا لحديثها ـ اعتقال أسانج إذا ظهر فيها، وذلك بعد أن بدأت أزمة سياسية بين الأكوادور وبريطانيا حول قضية مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج اللاجئ لدى سفارة الأكوادور في لندن.
وبعدما تواترت أخبار تتوقع ظهوره علنا، وبعد تحذير المتحدثة البريطانية حول السلالم البريطانية، توقع البعض أن يلقي أسانج بتصريحاته من إحدى شرف السفارة التي تعتبر وفقا لتصريح المتحدثة العبقرية"أكوادورية"!.
وفيما دعت مجموعة الدول الأميركية إلى اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الأزمة الدبلوماسية التي اثارها منح الأكوادور أسانج اللجوء الدبلوماسي، من المقرر ان يدلي المواطن الاسترالي بأول تصريح له منذ مارس.
وقال المتحدث باسم ويكيليكس كريستن هرافنسون لوكالة فرانس برس أنه لن يكشف عن أية تفاصيل حول كيف سيتم ظهور أسانج المتوقع عند الساعة13,00 تغ، وسط احتمال اعتقاله.
وقال المتحدث "ليس لدي أية تفاصيل حول كيف سيتم ظهوره"، مضيفا انه لا يمكن أن يناقش المعلومات القليلة التي يعرفها "لأسباب أمنية".
ووقف اقل من عشرة من رجال الشرطة وعدد قليل من أنصار أسانج أمام سفارة الأكوادور السبت. وقال متحدث باسم الشرطة أن رجال الشرطة سيتصرفون"بالطريقة الملائمة" إذا ما ووجهت بظهور أسانج.
والخميس منحت الاكوادور اللجوء لاسانج الذي أثار غضب الولايات المتحدة بنشره آلاف من الوثائق السرية على موقع ويكيليكس الذي يملكه، وقال موقع ويكيليكس على "تويتر" أن أسانج سيتحدث من أمام السفارة، رغم انه لم يحدد ما إذا كان ذلك سيتطلب منه مغادرة حرم السفارة، وإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكنه ذلك دون ان يتم اعتقاله.
وتنص الإجراءات الدبلوماسية المعتادة على أن السفارات هي جزء من الدول التي تمثلها ، ولا يمكن دخولها دون إذن.
وأغضبت بريطانيا الأكوادور عندما ألمحت إلى أنها يمكن أن تفعّل المادة الخاصة بالمناطق الدبلوماسية والقنصلية والصادرة في 1987 والتي تسمح بإلغاء الحصانة الدبلوماسية عن أية سفارة على الأراضي البريطانية، ما يتيح لها الدخول إلى السفارة واعتقال أسانج. .
ودعت منظمة الدول الأميركية الجمعة إلى عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في 24 أغسطس، وصوتت 23 بلدا على قرار اقترحته الأكوادور بعقد اجتماع في مقرها في واشنطن لمناقشة المأزق مع بريطانيا، وجرى التصويت في محادثات طارئة أجريت في محادثات طارئة لقضية أسانج، وصوتت الولايات المتحدة وكندا، وترينداد، وتوباغو ضد القرار، وامتنعت خمس دول عن التصويت بينما تغيبت ثلاث دول أخرى.
وقالت المبعوثة الأميركية للمنظمة كارمن لومبيلين ان اجتماع وزراء الخارجية "لن يكون مفيدا وسيضر بسمعة المنظمة كمؤسسة".
من ناحيتها أكدت استراليا السبت أن سفارتها في واشنطن مستعدة لإمكان ترحيل أسانج إلى الولايات المتحدة، إلا أنها قللت من أهمية هذه الاستعدادات، مشيرة إلى أنها تأتي في سياق أجراء اعتيادي لمواجهة الاحتمالات كافة.
وقال وزير التجارة الاسترالي كريغ ايميرسون أن السفارة الاسترالية في واشنطن "أعدت نفسها لاحتمال ترحيل" اسانج، إلا انه لفت إلى أن استعداد الدبلوماسيين لمواجهة كل الاحتمالات الواردة أمر اعتيادي.
وأوضح لقناة ايه بي سي الاسترالية أن "السفارة تقوم بعملها، كي تتمكن من إعلام الحكومة في حال تبين أن إجراء تمهيديا للترحيل بات وشيكا. لا دليل على إجراء كهذا في الوقت الحاضر".
وتأتي هذه التصريحات بعد معلومات أوردتها وسائل إعلامية السبت تفيد بان الدبلوماسيين الاستراليين يتوقعون أن يتعرض أسانج لملاحقات قضائية في الولايات المتحدة خصوصا بتهمة التجسس بسبب أعمال قام بها موقع ويكيليكس.
وقال الأستاذ في العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد كريس براون "توجد جرعة من الخيال في كل هذه القصة".
وصرح لفرانس برس "أن فرص ترحيله إلى الولايات المتحدة من السويد غير موجودة. لو كان الأميركيون فعلا يريدوه لطلبوه من بريطانيا".
وفي العام 2010 نشرت ويكيليكس مئات آلاف الوثائق الخاصة بالجيش الأميركي حول الحرب في العراق وأفغانستان إضافة إلى برقيات دبلوماسية تسببت بحرج بالغ لواشنطن، ويخشى أنصار أسانج أن يواجه عقوبة الإعدام في حال إرساله إلى الولايات المتحدة ومحاكمته بتهم التجسس