طلب من رجال الشرطة البريطانيين أن يظلوا مبتسمين طوال فترة دورة الألعاب الأولمبية "لندن 2012" ولكن من خلف الكواليس تم نصب حلقة فولاذية لحماية الحدث الرياضي العالمي.
وقالت تيريزا ماي وزيرة الداخلية البريطانية أمام البرلمان: "ستكون أكبر عملية أمنية في البلاد والأكثر تعقيدا منذ الحرب العالمية الثانية".
ورغم إلغاء كل أنواع الأجازات وشغل المخاوف الأمنية الجزء الأكبر من أفكار الجميع ، يسعى مسئولو الشرطة البريطانية لأن يستمتع جميع رجالهم أيضا بالحدث الأولمبي وأن يسعدوا به.
وقال كريس أليسون مساعد مفوض شرطة "سكوتلاند يارد" والمسئول عن أمن الأولمبياد لقواته: "إننا نقول إنكم هنا لأداء واجبكم ولكن في الوقت نفسه استمتعوا بعملكم. الأمر يعتمد على التواصل مع الناس وإظهار الوجه المبتسم للشرطة".
وإذا سارت جميع الأمور على ما يرام فيمكن تماما افتراض أن غالبية المليون زائر المتوقع وصولهم العاصمة البريطانية لحضور أولمبياد 2012 ، الذي ينطلق في 27 تموز/يوليو الجاري ، سوف يلتقون برجال شرطة ودودين.
وخلال أيام الأولمبياد سيقوم نحو 9500 رجل شرطة يوميا بحماية شوارع العاصمة البريطانية مع وضع عين ثاقبة على مناطق الجذب السياحي.
وستكون هناك وحدة للاستجابة السريعة مكونة من 2500 شرطي وعلى أهبة الاستعداد دائما للتعامل على الفور مع أي دلائل على الخروج على النظام لتجنب تكرار أحداث شغب الصيف الماضي. هذا إلى جانب المحاكم التي تعمل على مدار الساعة لتحقيق العدالة السريعة.
وفي خطتهم الخاصة بالطواريء ، لن تترك السلطات أي شيء للصدفة وهو الأمر الواضح من خلال المشاركة الجلية للقوات المسلحة.
وتم نشر صواريخ مضادة للطائرات بالغة السرعة في ستة مواقع مختلفة داخل لندن وحولها ، بينما ترسو حاملة مروحيات كبيرة على ضفاف نهر التيمز. أما طائرات التايفون التابعة لسلاح الجو الملكي فستقوم بمراقبة منطقة حظر طيران فوق العاصمة، وقال الفريق نيك كارتر بالجيش البريطاني: "إننا نتدرب تحسبا للسيناريو الأسوأ ، وليس للسيناريو الأرحج".
ووفقا، لأجهزة الاستخبارات فإن التهديد بالنسبة لحدث كبير - مثل الأولمبياد- في بريطانيا اكثر تشعبا الآن عما كان عليه قبل بضعة أعوام.
ويعتقد المحللون أن هذا يعكس تقطيع أوصال تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان وتفرق المتطرفين وتوجههم إلى دول مثل اليمن والصومال.
ومع عدم وجود البنية التحتية القوية التي يمكن الاعتماد عليها لا يمكن التقليل من شأن المتطرفين الدينيين الذين ترعرعوا في بريطانيا نفسها أو المتطرفين الذين يعملون بصورة منفردة.
وصرح جوناثان إيفانز رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطانية (إم آي 5) للصحفيين قائلا: "ربما يتحول الكلب الذي لم تره إلى الكلب الذي يعضك"، وأضاف: "في الغرف الخلفية وفي السيارات والشوارع بهذا البلد لا يوجد أكثر من الأفراد الذين يتحدثون عن رغبتهم في القيام بهجمات إرهابية".
ورغم أن الألعاب الأولمبية "لن تكون هدفا سهلا" فإنه لا يمكن ضمان أمنها بشكل تام، ولم تهدأ الأعصاب كثيرا عندما أخفقت شركة أمن خاصة مؤخرا في توفير الأعداد اللازمة لتأمين مجمع ألعاب "المتنزه الأولمبي" وحول 30 ملعبا رياضيا.
فقد تم الاستعانة ب3500 جندي إضافي في اللحظات الأخيرة لسد الفجوة التي تسبب فيها إخفاق شركة "جي 4 إس" للخدمات الامنية لتوفير 10 آلاف حارس خاص كانت الشركة تعهدت بهم في العقد الموقع معها.
ونتيجة لذلك سيكون 17 ألفا من أصل 23700 فردا تتكون منهم قوة حماية المسابقات الرياضية سيكونون في الزي العسكري ، ولكن كبار المسئولين الأولمبيين على ثقة من أن أولمبياد لندن ستكون تحت حماية أمنية كبيرة.
وقال جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: "إن نشر المزيد من الجنود أمر يبعث على الهدوء فيما يتعلق بمسألة الأمن .. إننا نشعر بأمان بالنسبة لنقل الجنود".
أما رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن سيباستيان كو فقال: "إنني واثق من أننا سنفعل كل ما يلزم لجعل هذه الألعاب آمنة مطمئنة". وأضاف: "أريد أن يشعر الناس القادمون إلى هذه الألعاب أنهم في مدينة احتفالية ، وليس في مدينة واقعة تحت الحصار".