تونس : سجن والدة البوعزيزي مفجر الربيع العربي



أصدرت محكمة بمدينة سيدي بوزيد التونسية الجمعة حكما بالسجن لأربعة أشهر على منوبية البوعزيزي، والدة محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه مفجرا ما بات يعرف بـ"ثورة الياسمين" في بلاده، وذلك بتهمة "الاعتداء اللفظي والقذف العلني والتعدي على الأخلاق الحميدة" بعد خلافها مع أحد القضاة.


ولكن المحكمة قضت أيضاً بتأجيل تنفيذ العقاب على المتهمة، وإبقاء المصاريف القضية محمولة عليها، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية.


وكانت منوبية البوعزيزي قد مثلت بمحكمة الناحية بسيدي بوزيد، بعد جلبها من سجن النساء بقفصة، الذي وضعت فيه منذ الجمعة الماضية إثر اتهامها بـ"الاعتداء بالعنف اللفظي على أحد القضاة العاملين بالمحكمة الابتدائية" بالمدينة.


وقد طالب محاموها بالتخفيف عنها بعد أن اعترفت بما نسب إليها، وأعربت عن ندمها، وكذلك بعد قيام القاضي صاحب الدعوى بإسقاط حقه الشخصي، فضلا عن خلو سجلاتها العدلية من السوابق.


كما تمسك المحامون بتطبيق الفصل 53 من القانون الجنائي، ومراعاة الظروف الاجتماعية والنفسية للمتهمة التي أصبحت عرضة للعديد من الضغوطات منذ اندلاع الثورة التونسية، وأشارت الوكالة التونسية إلى أن منوبية ستخرج من السجن بعد ثمانية أيام من الإيقاف.


أوقف السلطات التونسية منوبية البوعزيزي، والدة محمد البوعزيزي الذي ذاع صيته باعتباره الشخص الذي فجر انتحاره حرقاً أحداث الثورة التونسية، وما تبعها من "ربيع عربي" الجمعة، وذلك بتهمة الاعتداء على موظفين حكوميين.


وتتمثل حيثيات الحادثة، حسب شهود عيان، في تعمد والدة البوعزيزي التي حضرت إلى المحكمة التي تنظر في إحدى القضايا المتعلقة بها، "الاعتداء لفظيا على أحد القضاة عندما طلب منها فسح المجال له للمرور حين كانت بصدد الحديث مع جمع من المواطنين موجودين بالمحكمة لقضاء شؤونهم."


يشار إلى أن البوعزيزي كان قد تحول إلى واحد من بين أبزر الشخصيات العربية بعد أن عاش حياته في ظروف صعبة بمدينة سيدي بوزيد، وأقدم في نهاية عام 2010 على إحراق نفسه احتجاجاً على ظروفه المعيشية، وبسبب قيام الشرطة بمصادرة خضار كان يبيعها بحجة عدم امتلاكه رخصة لذلك.


وظل البوعزيزي في المستشفى لعدة أيام قبل وفاته في الخامس من يناير 2012، في وقت كانت فيه تونس تشتعل بثورة انتهت بإنهاء حكم الرئيس زين العابدين بن علي.