وفاة الجنرال الغامض الصندوق الأسود للأنظمة العربية

 


توفى نائب الرئيس السابق، اللواء عمر سليمان، الذي كان آخر من احتل هذا المنصب في الأيام الأخيرة من حقبة الرئيس السابق، حسني مبارك، في ولاية كليفلاند الأميركية .


وذكرت تقارير أن سليمان توفى خلال خضوعه لفحوصات عادية، وأعلنت الرئاسة المصرية أن الراحل سيحظى بجنازة عسكرية وفقا للبروتكولات العسكرية، ليقطع بذلك الجدل حول القضية.


وقال ياسر علي، القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئاسة "بعثت ببرقية عزاء لأسرة المسؤول الراحل كما أوفدت مسؤولا من الرئاسة لتقديم واجب العزاء لأسرته."


على صعيد متصل، أعرب مجلس الوزراء عن خالص عزائه في وفاة سليمان، الذي كان قد تولى أيضاً منصب رئيس جهاز المخابرات العامة.


واعتبرت فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي أن الفقيد "ابن بار من أبناء مصر قدم لمصر عطاء متواصلا في كافة المهام التي تولاها وكان محل تقدير من كافة جموع الشعب المصري كما كان محل تقدير عربيا ودوليا لعطائه المشهود له في كافة مراحل عمله العسكرية ومشاركته في المعارك التي شاركت فيها مصر."


وجاء نبأ وفاة سليمان في ساعة مبكرة من صباح الخميس، في أحد المستشفيات بالولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية.


وقد توفى سليمان فى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، حيث كان قد أصيب بمرض في الرئة منذ بضعة أشهر، ثم حدثت له مشاكل في القلب، وتدهورت صحته بشكل مفاجئ منذ ثلاثة أسابيع، استدعى نقله إلى مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية للعلاج، إلى أن توفى في ساعة مبكرة من صباح الخميس عن عمر يناهز 76 عاما.


ونقلت وكالة الأنباء المصرية عن مصدر دبلوماسي بواشنطن، قوله إن أن السفارة المصرية بأمريكا تقوم حاليا بإجراءات نقل جثمان عمر سليمان إلى مصر، مشيرا إلى أن "اثنتين من كريماته كانتا ترافقانه في واشنطن."
وعين الرئيس المصري السابق حسني مبارك سليمان نائبا له قبل أيام من الإطاحة به في انتفاضة شعبية العام الماضي، وكان يشغل قبل ذلك منصب مدير المخابرات، وعرف عنه غموضه، وشخصيته المؤثرة إقليميا.


وتولى عمر سليمان، المولود عام 1936، منصب المدير العام للمخابرات المصرية منذ نحو 20 عاماً، وتحديداً منذ عام 1993، ويعتبر المحاور الرئيسي للأمريكيين، الذين التقوه أكثر مما التقوا بوزير الخارجية المصري.
وتناولت العديد من الوثائق المسربة على موقع "ويكيليكس" اسم عمر سليمان بوصفه الرئيس الانتقالي المحتمل بعد "تنحي مبارك."


وتمتع سليمان بعلاقات متينة مع العديد من المؤسسات الأمنية في العالم، وكان له علاقات قوية مع الدول العربية، وحظي بقبول عند رموز الحكم في الدول العربية.


وارتبط اسمه كذلك في اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى المحادثات الفلسطينية الفلسطينية، حيث تولى ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.


ويعتقد البعض أن وفاة سليمان تغلق إلى الأبد صندوق الأسود للمخابرات المصرية والعربية، حيث كان الفقيد يملك الكثير من الأسرار المصرية والعربية، نظرا لتشعب علاقاته والملفات الهامة التي تولاها مصريا ودوليا.