القاهرة: الصحافة. أصبح التعري من وجهة نظر البعض وسيلة مثلى للاحتجاج ، السبب أن التعري يلفت الانتباه، وذلك من شأنه أن يوصل الفكرة المراد توصيلها إلى أكبر عدد من الناس. وفي كثير من الأحيان تكون الفكرة المراد ترويجها نبيلة، كحماية حقوق الحيوان، أو المساواة بين المرأة والرجل، ولكن أصحابها يستخدمون في سبيل ترويجها فكرة غير أخلاقية، وهو يعتقدون بذلك أنهم أحسنوا صنعا، ولكن الواق يقول أن الفكرة العظيمة تتبدد، وتبقى الفكرة البذيئة. فقد تجمع المئات في شوارع مدينة فارمنغتون ، لمراقبة أكثر من 25 امرأة قررن السير عراة الصدر لإثبات حقهن في المساواة مع الرجال، خاصة وأن قانون ولاية ماين الأمريكية التي تتبع لها المدينة يؤكد حق المواطنين من الجنسين بالسير عراة الصدر. وقالت مديرة جامعة فارمنغتون، أندريا سيمونيو، إنها نظمت المسيرة للتأكيد على المساواة بين الجنسين، ولتذكير سكان الولاية بأن القانون يسمح للنساء بإظهار الجزء الأعلى من أجسادهن علناً، وكذلك لوقف ما وصفته بـ"المعايير المزدوجة" لدى الناس الذين يبدون دهشتهم لرؤية النساء وهن يستفدن هذا القانون، بخلاف ردات فعلهم العادية إزاء الرجال عراة الصدر. ووسط الحشد الكبيرة الذي طوقته قوات الشرطة حرصاً على عدم خروج الأمور عن السيطرة قالت سيمونيو: "أريد من الناس تفتيح عقولهم، والاعتياد على رؤية النساء بصدور عارية.. لقد نفذنا حملتنا ولم يصاب أحد بأذى، وبالتالي فأنا أتصور أن خروج المرأة دون ملابس في الجزء الأعلى من جسدها ليس بحد ذاته سبباً لنشوب مشاكل". ولكن الكثير من سكان فارمغتون لم يشعروا بالانجذاب لفكرة سيمونيو وحملتها، وفي هذا السياق، قالت ألين غراهام، إحدى سكان المدينة، إن الحملة تسببت بضرر كبير للمجتمع المحلي. وقالت غراهام: "هذه الحملة معيبة للمجتمع، وقد قامت النساء المشاركات فيها بإهانة أنفسهن، كما أنهن بعثن برسالة شديدة السلبية للفتيات الصغيرات في السن، مفادها أن تعرية النفس أمر عادي". من جانبها، أكدت شركة ولاية ماين أن المسيرة جرت بسلام ولم تعترضها مشاكل مخلة بالقانون. وفي أستراليا دعا الفنان ، ستيوارت رينغهولت، زائري معرضه، إلى خلع ملابسهم والتجول عراة في أنحائه.، وبرر رينغهولت طلبه بالتعري أثناء زيارة متحف الفن المعاصر، بأنه يهدف لإزالة الحواجز المادية بين الفنان والجمهور، في واحدة من أكثر الفعاليات غرابة تشهدها مدينة سيدني. وزعم الفنان الأسترالي أن هدفه هو معالجة "مفهوم الخوف والحرج" في الفعالية المثيرة للاهتمام.، وجاءت دعوة الحدث، الذي يسعى للإثارة في حد ذاته، بعنوان طويل يقول "تجول في معرض الفنان، الذي سيكون هو نفسه عارياً، وأولئك الراغبين في الانضمام للجولة لا بد لهم من التعري كذلك". وتابعت: "تجرد من الحواجز المادية بين الزوار والفنان بالانضمام إلى رينغهولت بجولة يعقبها حفل استقبال حضوره عراة". وفيما قال ساخرون إن زوار المعرض ربما كانوا محط الانتباه، قالت إدارة المتحف إن "المعرض اكتسب منظوراً جديداً إذ تفحص الزوار معروضاته وهم عراة تماماً". ويتهكم البعض بأن الخوف الوحيد الذي تمكن المعرض من إزالته هو القلق الذي انتاب مشاركيه حيال ما الذي سيتردونه للمناسبة الأغرب التي تشهدها المدينة الأسترالية هذا الشهر. وفي بريطانيا حقق فريق تجذيف نسائي رقماً قياسياً بعبور المحيط الأطلسي من جزر الكناري إلى باربيدوس، خلال 45 يوماً بالتجذيف عاريات. وتتبع فريق "جذف من أجل الحرية" طريقاً بحرياً كان يستخدم في القرن التاسع عشر، لنقل العبيد بين أوروبا والأمريكتين. وهدف الرحلة التي قطعها الفريق، المؤلف من خمس نساء، بقيادة ديبي بيدل، بلغت مسافتها 2600 ميل، جمع أموال لصالح جمعيات خيرية بريطانية تعنى بمكافحة الإتجار بالبشر. وقالت بيدل: "قضينا معظم الوقت نجذف عراة لأن تبلل الملابس بمياه البحر يزيد من احتكاكها بالجلد، مما قد يسبب القروح"، وتابعت: التجديف عراة يعني كذلك أن نجف سريعاً عوضاً أن تكون ملابسنا مبللة طيلة الرحلة... وأن نحقق انجازاً فهو أمر رائع.. لقد عملنا بجهد لتحقيقه". وبجانب القروح الناجمة عن التجديف الشاق والمتواصل، واجهت المتنافسات العديد من التحديات الأخرى غير المتوقعة أثناء رحلتهم، منها حدوث عطل تقني بالزورق، وفقدان الكثير من مخزونهم الغذائي بعدما غمرته مياه البحر. وأضافت بيدل: "كما تعطلت أداة تصفية المياه لدينا، إلا أن كافة تلك المصاعب شحذت قوة العزيمة فينا، وكنا نلجأ للغناء للحفاظ على معنوياتنا.، وأردفت: "بنهاية المطاف أصابنا الجفاف تماماً، لكنه كان شعورا رائعا عندما أدركنا ما حققناه"، وأكدت باسمة بأن المهمة المقبلة سيقبل عليها فريقها النسائي وهن بكامل ملابسهن، ولسن عاريات.