القاهرة: الصحافة. مثل كل الأطفال فتنت "نانسي" بالحيوانات، وتمنت منذ الصغر أن تكون طبيبة بيطرية عندما تكبر، وقبيل النوم كانت تتسلق ركبة والدها، وتطلب منه أن يروي لها قصة "اليرقة الجائعة" ، أو "النحلة الجشعة"، أو الحلزون الذي يبحر بعيدا في ذيل الحوت. ولكن الكتاب الذي كانت تحبه أكثر من غيره كان "فرس البحر"، والذي أصبح فيه ذكر فرس البحر حامل، ولكن "نانسي" "49 عاما" لم تكن تدري أنها عندما ستكبر ستتزوج رجلا يحمل ويلد. مثل فرس البحر. قصة "فرس البحر" هي قصة النوم المفضلة التي يرويها والدها "توماس" لإبنته الصغيرة "سوزي" والتي يفسر لها عن طريقها كيف حملها في بطنه مثل فرس البحر. يقول توماس "38 عاما" الأب الذي حمل وولد "ابنتي الصغيرة سوزان" لا ترى في حملي شيء غريب، لأن لدي صورة وأنا حامل، وهي تشير في كل وقت لها قائلة "أبي .. أبي .. أنا بالداخل، وعندما كبرت اضطررت للخروج". يبدو قصة حمل الرجل وولادته التي نشرتها صحيفة"الديلي ميل" البريطانية قصة خرافية لا يصدقها أحد، ولكنها حدثت بالفعل، ورغم أن الخيال قادر على فعل أي شيء، ورغم وجود حالة سابقة لرجل حمل بسبب تعرض زوجته لعملية استئصال للرحم، ، وتم الحمل داخل تجويف بطن الزوج، وولد بسلام، إلا أن حمل "توماس" هنا كان ممكنا فقط بسبب أنه كان في الأساس "أنثى"، وأنه يحمل داخله أعضاء تناسلية للرجل والأنثى في وقت واحد. تماما مثل فرس البحر. كان "توماس" أنثى، ولكنها في عمر العشرين خضعت لعملية تغيير جنس، فتحول من "أنثى" إلى "رجل"، ولكنه لم يخضع للخطوة الأخيرة وهي استئصال الرحم، وقرر الاحتفاظ بأعضائه التناسلية الأنثوية، لأنه أراد أن يكون قادرا على الولادة في يوم من الأيام، ومرت السنوات، وحمل "توماس" ووضع ليس مرة واحدة فقط، بل ثلاث مرات. "توماس" و"بيتي" لديهما الآن ثلاثة أطفال هم "سوزان" وشقيقان أصغر منها هما "أوستن" الذي ولد بعد عام فقط من الزواج، و"جنسن" الذي ولد بعده بـ 13 شهرا. وبالرغم من أن "توماس" الرجل هو الذي حمل وولد، يطلق عليه الأبناء "أبي" ، ويطلقون على زوجته "نانسي" "أمي ، ورغم أن "توماس" هو بيولوجيا الأب والأم في وقت واحد، فقد ولد الأطفال الثلاثة من بويضات توماس وهو نفسه كان المانح للحيوانات المنوية، إنها حكاية مربكة للعقل الكبار نهيك عن الأطفال. "توماس" ليس الرجل الوحيد الذي حمل وولد، ويعتقد أن هناك مالايقل عن خمس أمهات رجال في جميع أنحاء العالم، ولكن الرجال الذي أنجبوا أطفالا لم يكونوا مستعدين لأن يظهروا أمام الناس ليعلنوا أنهم حملوا وأنجبوا. رغم الحدث الجلل، كان كل شيء يبدو طبيعيا بمنزل "توماس ونانسي" في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، عائلة تعيش في بيت كبير مترامي الأطراف، وله حديقة جميلة، وسياج أنيق. ولكن بالداخل الأمور أقل هدوءا، فهناك غرفة للعب بجانب المطبخ، تتناثر لعب الأطفال في كافة أنحاء المنزل. "توماس" كأي أب فخور بأولاده، وزوجته "نانسي" أيضا سعيدة بأسرتها، ورغم حياة الأسرة العادية لا يمكن أن يتجاهل كل منهما الوضع الشاذ والغريب وغير العادي الذي تكونت منه هذه الأسرة. ويتشارك الزوجان في رعاية أطفالهما الثلاثة، فيقوم "توماس" بتمشيط شعر سوزان، بينما زوجته تغير حفاض الطفل الصغير على الأريكة. سألنا "توماس" و"نانسي" عن الموضوع الحساس في حياة كل زوجين وهو العلاقة الجنسية، فنظرا كل منهما للآخر وضحكا، وقال توماس "المشكلة الكبرى هي أن لدينا ثلاثة أطفال صغار، والتحدي الذي يواجهنا هو الحصول فعلا على سرير لأنفسنا". وفي الوقت الذي يبذل كل من "توماس" و "نانسي" يبذلان الجهد، ويقومان بمحاولات يائسة ليكونا عائلة عادية، فإن "توماس" على وجه الخصوص يشعر بالعبء الكامل لاستنكار العالم له. يقول "كان طريقا صعبا، لقد هددوني بالقتل، ووصفوني بالمجنون والمهووس، وأتلقى دائما شتائم وتهديدات عبر البريد الألكتروني الخاص بي، وأحدهم سجل فيديو يزعم فيه أنني خطفت سوزان ، وأنني أعذبها وأضربها". ويضيف "البعض يذهب لحفل الهالويين وهو يرتدي ملابس تنكرية، وقد يتنكر الرجل في هيئة حامل ليثير الضحك بين المدعويين، ولكن لم يتصور أحد منهم أن الرجل بالفعل يحمل ويلد". ورغم المشاكل المحيطة بهما من كل جانب، والإنتقادات التي تحاصرهما، ورفض المجتمع لهما يصر "توماس" و"نانسي" على أنهما سعداء، ، ولكنهما في الحقيقة يعيشان في فقاعة معزولة.