أخر خبر |
في خطوة تؤكد تفاقم مشكلة المليشيات المسلحة في ليبيا، والتي تقترب من ظاهرة البلطجة وأصبحت تهدد الثورة الليبية نفسها، حذر قائد ميليشيا ليبية مصر من أنه سيستخدم القوة لإغلاق سفارتها وإغلاق الحدود ، إذا لم يوقف قادتها العسكريون بث قناة تلفزيونية رسمية ترجع إلي عهد القذافي تذيع لقطات من خطبه القديمة.
وقال عبد الله ناكر زعيم ميليشيا مجلس ثوار طرابلس أن الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) سمحت لقناة الجماهيرية الرسمية الموالية لمعمر القذافي بالبث الأسبوع الماضي.
ولم تظهر إشارة بث القناة اليوم لكن سكانا في طرابلس قالوا أنهم شاهدوا قناة تحمل نفس اسم وشعار الجماهيرية أمس الجمعة.
وقال ناكر أن القناة يمولها رجال أعمال من الموالين للزعيم الليبي الذي قتل في أكتوبر، وبدأت البث الأسبوع الماضي.
وقال ناكر في مؤتمر صحفي بقاعدته على مشارف طرابلس أن إرسال قناة الجماهيرية يجب أن يتوقف فورا.
وأضاف أن قواته ستتخذ كافة الإجراءات بما في ذلك إغلاق الحدود وطرد المصريين، وإغلاق السفارة والقنصلية المصريتين.
وقال مسؤول بشركة نايل سات أن إرسال القناة المملوكة للدولة انقطع لعدة أشهر، وقال مسؤول حكومي أن وزارة الخارجية في الحكومة المؤقتة ستتصل بالحكومة المصرية "لحل مشكلة هذه المحطة التلفزيونية عبر القنوات الدبلوماسية".
ويمثل تحذير ناكر مؤشرا جديدا إلي أن ليبيا ما زالت محكومة بمئات الميليشيات التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي رغم جهود الحكومة المؤقتة لحلها، وضم المتمردين السابقين إلى الجيش والشرطة والخدمات المدنية.
وقال ناكر انه لن يحصل على إذن من أحد، وأن قواته ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية "لحماية ثورتنا"، وهذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها ناكر مثل هذه التصريحات القوية.
وكان حذر في مقابلة مع رويترز الشهر الماضي من أن رجاله يمكنهم الإطاحة بالحكومة حتى قبل تشكيلها إذا لم تلب مطالبهم لأن يكونوا ممثلين فيها، ومن الصعب تقييم مدى جدية تهديدات ناكر، لكنه يقول إن لديه آلاف المقاتلين.
وفي المقابل أكدت الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" أن أقمارها ليست مسئولة عن إعادة بث قناة "الجماهيرية" الليبية التابعة للعقيد الليبي
الراحل معمر القذافي وأن القناة تبث عبر قمر صناعي أوروبي.
وقالت "نايل سات" في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) نسخة منه اليوم الأحد إن "أقمارها لم ولن تحمل أي قناة باسم الجماهيرية الليبية أو أي قناة تدعم النظام الليبي السابق وأن قناة الجماهيرية بثت من موقع النايل سات 7 درجات
غرب بالفعل، والذي يشترك معها فيه قمر أوروبي".
وأوضح البيان أن "القناة الليبية الموقوفة من البث وفق حكم قضائي مصري تبث من على القمر الأوربي، وليس "نايل سات"، وأن عمليات الرصد أثبتت أن بث القناة توقف في نفس اليوم".
وشدد بيان الشركة المصرية للأقمار الصناعية على التنسيق الكامل مع النظام الليبي الجديد قائلا "النايل سات يبث فقط القنوات التي يوافق عليها المجلس الانتقالي الليبي".
وكانت قناة الجماهيرية ظهرت فجأة أمس بعد توقفها عن البث في أغسطس الماضي وبدأت بثها بخطب للقذافي وأغنيات تمجده ما أثار حفيظة الليبيين الذين نظموا وقفات احتجاجية أمام مقر السفارة المصرية في ليبيا ظنا بأنها تبث عبر النايل سات كما كان الأمر في السابق
وبعد أن أدركت الحكومة الليبية خطر مثل هذه المليشيات على الأمن أعلنت عن رغبتها في ضم هذه المليشيات إلى قوات الشرطة أو الجيش، وأعلنت عن مشروع لشراء سلاح هذه المليشيات.
وتهدد هذه المليشيات ليس فقط الدولة الليبية، ولكن تهدد أيضا مصر والدول المجاورة، وقد أعنت أميركا مؤخرا أن سلاح المليشيات الليبية يهدد الشمال الأفريقي، وأبدت استعدادها لأي خطوة للحد من هذا الخطر.
لا توجد تعليقات مضافة