القاهرة: الصحافة. بعد العداء الذي كان بين الشرطة والشعب منذ سنوات والذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لثورة ٢٥ يناير 2011، تحسنت العلاقة بين الطرفين إلى حد كبير، خاصة بعد ثورة ٣٠ يونيو التي شهدت إنحياز الشرطة والجيش للمواطنين ، وإسقاط تنظيم الإخوان، ولكن الشرطة المصرية مازالت تواجه اختبارات صعبة. وترى باحثة مصرية أن الثورتين المصريتين في ٢٥ يناير 2011، و30 يونيو ٢٠١١ لم ينجحا في تجفيف منابع القمع، وطالبت وزارة الداخلية إعادة النظر في فلسفتها، ومراجعة آليات استخدام القوة من خلال رؤية أكثر "إنسانية"، وتقول بسمة عبد العزيز وهي فنانة تشكيلية وقاصة ومتخصصة في الطب النفسي إن دور الشرطة يقتصر على حفظ الأمن في المجتمع وسلامة المواطنين وإن على جهاز الشرطة ألا يضع نفسه في مواجهة مع الشعب. جاء ذلك في كتابها (إغراء السلطة المطلقة) الذي يقع في 190 صفحة كبيرة القطع، وأصدرته دار صفصافة في القاهرة. قالت الكاتبة أن وزارة الداخلية تحتاج "إلى مراجعة شاملة. مراجعة المبادئ التي تنتهجها والعقيدة التي تزرعها في أفرادها وكذلك مراجعة للآليات والأدوات التي تستخدمها... هي في حاجة إلى قيادات تملك رؤية مختلفة أكثر اتساعا وإنسانية." وتضيف إن "الشرطة لم تتجاوز بعد الرغبة في الانتقام مما نالها منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 وأنها تريد أن يشعر هؤلاء الذين زلزلوا كبرياءها بأنهم غير قادرين على تولي أمورهم دونها وبالتالي القبول بأساليب القمع التي تنتهجها" في إشارة إلى جمعة الغضب 28 يناير 2011 والتي نجح فيها المحتجون في كسر شوكة الشرطة وإجبارها على الانسحاب بعد مواجهات سقط فيها مئات المتظاهرين قتلى في عموم البلاد. وتقول بسمة عبد العزيز إن "جمعة الغضب" نقطة فاصلة في تاريخ الشرطة التي كان ولاؤها لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ولكنها لم تستطع حمايته من غضب الجماهير التي احتملت كثيرا من "المذلة" طوال حكمه وإن الشرطة حين اختبرت في قدرتها على حماية النظام فشلت وفقدت "الثقة والاتزان" وهو ما دعا وزارة الداخلية في عام 2012 لتفعيل ما أطلق عليه مدونة السلوك الشرطي بهدف تحسين صورتها. وتتساءل.. "هل أنهت ثورة يناير بطش مؤسسة الشرطة واستبدادها بالمواطنين؟ حتى اليوم تأتي الإجابة بالنفي"، وترى أن الثورة لم تنجح "في تجفيف منابع القمع والبطش وتقويض أدواتهما... الشرطة تمر بمرحلة تشوش وارتباك فيما يتعلق بمسألة الولاء". وكان شعار "الشرطة في خدمة الشعب" تغير في السنوات الأخيرة لحكم مبارك إلى "الشرطة والشعب في خدمة الوطن" ورأى مراقبون أنه يعني أن الشرطة أصبحت في خدمة النظام. وبعد الاطاحة بمبارك عاد شعار "الشرطة في خدمة الشعب".