القاهرة: الصحافة. تعتبر الأمراض القلبية الوعائية من المسببات الرئيسية للوفاة في العالم، وقد أدت لوفاة ما يقدر بنحو 17.3 مليون شخص في عام 2008، أي ما يمثل 30% من جميع الوفيات على مستوى العالم. ومن هذه الوفيات، تسببت أمراض القلب التاجية، ـ وهي حالة تؤدي إلى نوبة قلبية ـ في وفاة نحو 7.3 مليون شخص، بينما أدت السكتات الدماغية لوفاة 6.2 مليون شخص. وقد خصص الاتحاد العالمي للقلب يوم 29 سبتمبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للقلب، وتوعية الأفراد للاهتمام بصحة القلب. ويكتسب الاحتفال بهذا اليوم أهمية مضافة نظراً للتكاليف العالمية المباشرة وغير المباشرة للأمراض القلبية الوعائية والتي قدرت بنحو 863 مليار دولار في عام 2010، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1.04 تريليون دولار عام 2030. وبينت دراسة حديثة أجرتها شركة فايزر حول الانتشار الوبائي للأمراض القلبية الوعائية في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن عوامل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية مرتفعة بشكل ملحوظ في أفريقيا والشرق الأوسط.. وتعليقاً على ذلك صرح استشاري ورئيس قسم أمراض القلب بمستشفى الملك فهد العام بجدة عثمان حسين متولي، "إن أعداد الذين يموتون سنوياً جراء الأمراض القلبية الوعائية يتجاوز عدد الوفيات التي تسببها أية أمراض أخرى. لذلك من الأهمية أن يفهم الأفراد عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض القلبية الوعائية، واتخاذ إجراءات تصحيحية لحماية أنفسهم وأحبائهم". وتشمل عوامل خطر الأمراض القلبية الوعائية، زيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وارتفاع دهون الدم، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وكل منها يمكن التحكم به. وصنفت الدراسة اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون، ـ والتي غالبا ما تظهر نتيجة النظام الغذائي ونمط الحياة ـ بأنها عامل الخطر الرئيس للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، حيث تبين أنها تصيب 70% من الذين خضعوا للفحوصات، وجاءت البدانة في منطقة البطن في المرتبة الثانية بنسبة 68%. وأشارت الدراسة إلى أن السمنة والبدانة تنتشران بين الإناث في المنطقة على نطاق أوسع من الذكور. وقد تبين أن 43% ممن شملتهم الدراسة لديهم ارتفاع في ضغط الدم، و37% يعانون من البدانة، و25% مصابون بداء السكري و14% من المدخنين. وقال البروفيسور متولي: "الوعي يلعب دوراً هاماً في الحد من عوامل الخطر، وخفض أعباء الأمراض القلبية الوعائية. فالعديد من عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول لا تسبب أية أعراض إلى أن تحدث مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية أو الأزمة القلبية. لذلك هناك حاجة لتثقيف المجتمع وتشجيعه على معالجة عوامل الخطر هذه على الرغم من طبيعتها الصامتة". ويسلط استشاري ورئيس قسم أمراض القلب بمستشفى الملك فهد العام بجدة الضوء على بعض الطرق التي تمنع الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، قائلا "يعتبر التحكم بعوامل الخطر والسيطرة عليها من الطرق الرئيسية لمنع الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، لذلك فإن اتباع نظام غذائي صحي للقلب، يتضمن أطعمة تحافظ على مستويات الدهون، يساهم في خفض المستوى الكلي للكوليسترول وخاصة النوع السيء، الضار بالقلب، وزيادة النوع الجيد المقيد للجسم. وشدد البروفيسور متولي على أهمية ممارسة التمارين الرياضية، والسيطرة على الحالات المرتبطة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والوزن الزائد، والإجهاد، والعادات السيئة مثل التدخين.