القاهرة: الصحافة. في اسلوب لايخلو من البجاحة، والاستعلاء، والهيمنة، دافع رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، مايك روجرز، عن إجراءات التجسس التي تقوم بها أجهزة الأمن الأميركية في أوروبا، قائلا إنها تبقي حلفاء الولايات المتحدة "في أمان" مضيفا أن الشعب الفرنسي كان ليشكر الولايات المتحدة ويحتفل فرحا لو علم بحقيقة ما تفعله. وقال روجرز، في مقابلة مع CNN عبر برنامج "حالة الاتحاد" إن ما قُدم للجمهور الأمريكي من معلومات عن عمليات التجسس على أقرب حلفاء أمريكا لا يعكس حقيقة الأمر. مضيفا أن المعلومات التي تجمعها الولايات المتحدة تبقي الفرنسيين في أمان. وتابع روجرز بالقول: "لو علم المواطنون الفرنسيون بشكل محدد طبيعة العمليات لكانوا احتفلوا بفتح زجاجات الشمبانيا.. القول بأننا نلاحق بعضنا البعض لمعرفة ما هو قانوني من أجل حماية أمننا القومي أمر غير محق." واتهم روجرز وسائل الإعلام الأوروبية، وتحديدا صحفية لوموند الفرنسية، ومجلة ديرشبيغل الألمانية بإساءة استخدام المواد التي سربها الموظف السابق في جهاز الأمن القومي الأمريكي، إدوارد سنودن، حول عمليات التجسس الأمريكية مضيفا: "هذه كانت عملية لمكافحة الإرهاب، ولم تتعلق بالمواطنين الفرنسيين" ردا منه على تقارير لوموند حول اعتراض الولايات المتحدة لأكثر من سبعين مليار مكالمة في فرنسا. ودعا روجرز الدول الحليفة للولايات المتحدة إلى الانشغال بمراجعة عمل أجهزتها الأمنية وخططها التجسسية التي قال إنها تفتقد للفعالية والرؤية الثاقبة مضيفا: "أعتقد أننا بحاجة إلى هيكلية أفضل للمراقبة في أوروبا، وأظن أنه يجب إخطارهم بما تفعله أجهزتهم الأمنية وما تعجز عن فعله." ولفت روجرز إلى أن قرار إجراء عمليات تجسس على الاتصالات يُتخذ في الولايات المتحدة بعد مراجعات دقيقة، بخلاف ما هو الحال عليه في دول أوروبية. وكانت فضيحة تجسس الولايات المتحدة قد تفجرت في الآونة الأخيرة، بعد أن اكتشف أن أميركا تتجسس على ألمانيا وفرنسا ودول أخرى حليفة . ووصل الأمر إلى التجسس على تاتصالات المستشارة الألمانية ميركل شخصيا منذ أكثر من عشر سنوات. وذكرت تقاير أن أميركا تجسست على ٥٥ دولة في العالم ، ومن بينها مصر ، وأجرت ١٢٥ مليار عملية تصنت على اتصالات هاتفية خلال عام ٢٠١٣ ، كان من نصيب مصر فيها ١.٥ مليار اتصال. ونظمت مجموعة من منظمات المجتمع المدني الأميركية، أمس، مسيرة في العاصمة واشنطن شارك فيها ٤٥٠٠ متظاهر، احتجاجًا على أنشطة وكالة الأمن القومي التجسسية على الاتصالات الهاتفية، لملايين الأشخاص في الولايات المتحدة الأميركية وبلدان العالم المختلفة. وتجمع المحتجون في ميدان كولومبوس، وأطلقوا هتافات شكروا فيها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي، "إدوارد سنودن"، الذي سرب إلى الإعلام معلومات ووثائق عن تجسس الوكالة على مكالمات ملايين الأشخاص في العالم، داعين الوكالة إلى وقف أنشطتها التجسسية. وتابع المحتجون مسيرتهم إلى الحديقة الخلفية لمبنى الكونغرس الأميركي، حيث ألقى المشاركون في المسيرة كلمات مناوئة لسياسات وكالة الأمن القومي أكدوا فيها على انتهاكها لخصوصية الأشخاص. وتتشدق الولايات المتحدة بالحفاظ على حقوق الانسان والديمقراطية في العالم، بينما هي ترتكب أشد الجرائم التي تنتهك حرية الأفراد ليس داخلها فقط ولكن في مناطق عدة بالعالم.