لوحت مصر باستخدام القوة العسكرية إذا حاولت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو جماعات فلسطينية أخرى انتهاك الأمن القومي المصري، ودعم متشددين إسلاميين ينشطون في سيناء. ويقول الجيش المصري إن متشددين من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس نفذوا هجمات مشتركة مع إسلاميين في شمال سيناء، حيث كثفت الحكومة العمليات الأمنية بعد تصاعد العنف عقب عزل الجيش للرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي. وقال وزير الخارجية نبيل فهمي لصحيفة "الحياة" التي تصدر في لندن "بلا شك هناك توتر حاليا" في العلاقة مع حماس المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، ولمَح إلى أن حماس لا تتعاون بما فيه الكفاية لتأمين الحدود. وقال "إذا أثبتت حماس بالأفعال وليس بالأقوال - وللأسف هناك مؤشرات كثيرة سلبية - حسن نواياها فإنها ستجد طرفا مصريا يضع الانتماء الفلسطيني في المقام الأول، ويحمي الطرف الفلسطيني." واضاف فهمي الوزير في الحكومة التي عينها الجيش بعد عزل مرسي "إذا شعرنا بأن هناك أطرافا في حماس، أو أطرافا أخرى تحاول المساس بالأمن القومي المصري فسيكون ردنا قاسيا، وبكل صراحة لن نقبل المساس بالأمن القومي المصري، أو بالسيادة المصرية". وردا على سؤال عما إذا كان أي رد سيتضمن إغلاق معبر رفح الحدودي مع القطاع، قال فهمي ان مصر يمكن ان تلجأ الى "خيارات عسكرية أمنية، وليس خيارات تنتهي إلى معاناة للمواطن الفلسطيني"، ولم يذكر تفاصيل بشأن نوع العمل العسكري الذي قد تقدم عليه مصر. وقال فهمي "هناك شوائب كثيرة جدا لعلاقة حماس بالنظام القديم، وعلاقة لحماس أو أطراف فلسطينية إسلامية أخرى بالعمل الإرهابي داخل سيناء". ويحاكم مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو بعد احتجاجات واسعة على سياساته فيما يتصل باتهامات بالتآمر مع حماس عندما هرب من السجن خلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011. وقال المتحدث باسم الجيش المصري في بيان في 15 سبتمبر إن الجيش يخلي المباني التي يعتبرها تشكل تهديدا أمنيا في نطاق يصل إلى كيلومتر من حدود غزة. ولم يتهم المتحدث العسكري حماس مباشرة بالضلوع في هجمات، لكنه قال إن قنابل يدوية مختومة باسم الجناح العسكري للحركة كتائب عز الدين القسام عثر عليها في العملية الأمنية الجارية في سيناء وردا على تصريحات فهمي قالت حركة "حماس" أنه ليس لديها أجندة لفتح صراع مع مصر، وقال الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم في تصريح نشره على صفحته على موقع فايسبوك، "حماس وكل الشعب الفلسطيني ليس لهم أي تفكير أو أجندة لفتح أي صراع مع مصر". واستهجن تصريحات فهمي، ووصفها بأنها "خطيرة جدا، وإساءة لسمعة مصر وتاريخها"، معتبراً أنها "تنم عن نوايا سيئة تجاه الفلسطينيين بشكل عام، وغزة بشكل خاص". وقال برهوم إن هذه التصريحات "محاولة لسلخ مصر عن دورها القومي والعربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية ". وأضاف "سنبقى مدافعين عن عزة، وكرامة الأمة العربية والإسلامية جمعاء ، وصراعنا الرئيس فقط مع الاحتلال الإسرائيلي الخطر الاكبر على مصر وفلسطين".