بعد أسابيع من إسقاط مرسي وجماعة الإخوان بعد عام من حكم مصر لإثر ثورة ٣٠ يونيو التي خرج فيها الملايين اعتراضا على حكم المرشد ، وبعد حملات العنف التي شنها الإخوان بعد ذلك، ونجاح الجيش في فضها، بدا المشهد في القاهرة مختلفا . فبعد احتجاجات خجولة من بعض الدول الغربية وأميركا على طريقة الإطاحة بمرسي ، هدأ الأمر ، وظهرت تصريحات أقل حدة تتحدث عن التعاون المشترك، والرغبة في مد يد العون للقاهرة للاستمرار في تنفيذ خارطة الطريق والعودة إلى المسار الديمقراطي. وعلى صعيد الجماعة ظهرت الجماعة بعد اعتقال أكثر قيادييها جماعة مهزومة، فقدت قدرتها على الحشد، ورغم محاولاتها اليائسة تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ما أسموه "الإنقلاب العسكري" فشلت الجماعة في جمع أعداد غفيرة، وهو ما يشير إلى احتضار التنظيم الذي كان يهدد بحرق مصر على منصة اعتصام رابعة منذ أسابيع. وعلى صعيد الأرض يبدو أن القوات المسلحة المصرية ممسكة بزمام الأمور، بدا ذلك واضحا من التأييد الشعبي الواسع الذي تحظى به في خطواتها ضد الإرهاب الداخلي والمؤامرة الدولية الخارجية للتدخل في شؤون البلاد، كما يبدو من الحزم في تنفيذ حظر التجول ، وتجاوب معظم قطاعات الشعب معه ، ويبدو أيضا من النجاحات المتوالية التي يحققها الجيش في اعتثقال قيادات الجماعة المتهمة بالتحريض على العنف. واليوم أعلنت السلطات المصرية، عن سقوط قتيل وجرح 24 آخرين في الاشتباكات التي جرت بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وبين أهالي بطنطا، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية عن إلقاء القبض على 19 من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين. وأشار التقرير المنشور على موقع التلفزيون المصري نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط على لسان مصدر إلى أن الـ19 عضوا بالإخوان تم القبض عليهم في "ثماني محافظات من بينهم عضوان سابقان بمجلس الشعب المنحل وأحد العناصر المتطرفة المخالطة للعناصر التكفيرية بشمال سيناء." وأضاف المصدر "تم إلقاء القبض على ثلاثة من قيادات الجماعة بمطروح وأربعة من قيادات الجماعة بالقليوبية من بينهما محمد مكاوي, وسيد إمام عضوي مجلس الشعب المنحل, وأحد القيادات الإخوانية بالسويس, وستة بالفيوم, وآخر بأسيوط, وآخر بالبحر الأحمر, وآخر بشمال سيناء من العناصر المتطرفة المخالطة للعناصر التكفيرية, بالإضافة إلى قياديين بسوهاج." وفي تقرير منفصل نقل التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، على لسان اللواء حاتم عثمان مدير أمن الغربية أنه تم نقل المتوفى ويدعى محمد عبدالله جاد الرب ويبلغ من العمر 25 عاما والمصابين إلى المستشفيات ومنها طنطا الجامعي ومستشفى المنشاوي العام. وأشار عثمان إلى أن مديرية الصحة كانت قد دفعت بثماني سيارات إسعاف إلى الميادين العامة وأماكن التجمعات.