قامت قوات الأمن المصرية في السابعة من صباح اليوم عملية أمنية دقيقة لفض اعتصامات الإخوان في منطقتي "رابعة العدوية"، و"النهضة، والتي استمر أكثر من ٤٠ يوما ، والتي استخدمها "الإخوان" في محاولة للضغط على الحكومة الانتقالية لإعادة الرئيس مرسي الذي أقصاه الجيش بعد ثورة ٣٠ يونيو. وتمكنت القوات خلال ساعات من السيطرة الكاملة على مقر الاعتصامين ، وعمل ممر آمن للمعتصمين ، وإزالة الحواجز الرملية والخرسانية ، والقبض على المعتدين والذين صدرت بشأنهم قرارات ضبط وإحضار من قيادات الإخوان، ومصادرة الأسلحة الآلية والخرطوش وغيرها من أدوات من خيام المعتصمين. أسفرت العمليتان عن مقتل 149 وإصابة 1400 من المدنيين في كلا الموقعين ، كما بلغ عدد الوفيات في صفوف رجال الشرطة والجيش 35 . وفي هذا الإطار أعلنت الرئاسة المصرية في بيان الأربعاء حظر التجول في 11 محافظة، وأعلنت انها اتخذت القرار "نظرا لتعرض الامن والنظام في أراضي الجمهورية للخطر بسبب اعمال التخريب المتعمدة والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة، وازهاق ارواح المواطنين من قبل عناصر التنظيمات والجماعات المُتطرفة". ودخل هذا القرار حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة 16,00 (14,00 تغ)، بحسب البيان الذي اوضح ان الرئيس الموقت عدلي منصور "كلف القوات المسلحة معاونة هيئة الشرطة في اتخاذ كل ما يلزم لحفظ الأمن والنظام وحماية الممتلكات العامة والخاصة وارواح المواطنين". وكانت قوات الامن المصرية تدخلت فجر الاربعاء مدعومة بالجرافات لفض اعتصامي انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في القاهرة في هجوم كانت تحذر منه منذ فترة وخلف عشرات القتلى. وبدأت العملية حين حاصرت قوات الامن منطقتي رابعة العدوية في شرق القاهرة والنهضة بوسط العاصمة حيث يتحصن المعتصمون. وقال شهود ومراسل وكالة فرانس برس ان الشرطة القت وابلا من القنابل المسيلة للدموع على خيام الاعتصام قبل ان تدخل الى ميدان رابعة العدوية مثيرة الهلع بين مئات المعتصمين الذين اقاموا مخيمهم احتجاجا على ازاحة الجيش الرئيس مرسي، واعتقاله في 3 يوليو. وهرع رجال يضعون اقنعة واقية من الغازات الى التقاط القنابل والقائها في حاويات من الماء، فيما تصاعدت من المنصة التي اقيمت بالقرب من مسجد المخيم اناشيد اسلامية وهتف المعتصمون "الله اكبر". واندلعت اشتباكات بين المحتجين وقوات الامن في احد جوانب الاعتصام، وسمعت اصوات طلقات اسلحة رشاشة بدون ان تتضح الجهة التي تطلق النار. وردا على تدخل قوات الامن، قام انصار لمرسي الاربعاء باحراق ثلاث كنائس قبطية في وسط مصر، بحسب ما افاد مسؤولون امنيون ووكالة انباء الشرق الاوسط.، وعبرت مشيخة الازهر عن اسفها لسقوط ضحايا لدى فض اعتصام انصار مرسي، مؤكدة انها لم تكن على علم مسبق بهذه العملية التي قامت بها قوات الامن المصرية. وقال شيخ الازهر الامام الاكبر احمد الطيب في كلمة بثها التفلزيون العام انه "ايضاحا للحقائق للمصريين جميعا، لم يكن (الازهر) يعلم باجراءات فض الاعتصام الا من طريق وسائل الاعلام". واعلنت جماعة الاخوان المسلمين ان ابنة محمد البلتاجي احد قياديي جماعة الاخوان قتلت بالرصاص الاربعاء في العملية الدامية التي شنتها قوات الامن. واتضح بعد ذلك عدم صحة ذلك . واعلنت شبكة سكاي نيوز البريطانية للاخبار ان مصورا يعمل لديها قتل بالرصاص خلال اعمال العنف التي اوقعت عشرات القتلى الاربعاء في القاهرة. وقالت الشبكة في بيان "بأسف شديد تعلن سكاي نيوز مقتل ميك دين المصور صاحب الخبرة الواسعة بينما كان يمارس عمله في القاهرة هذا الصباح" ، مضيفة ان هذا الصحافي البالغ الحادية والستين من العمر متزوج واب لولدين و"يعمل مع الشبكة منذ 15 عاما". واعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان ان قوات الشرطة "سيطرت على ميدان نهضة مصر (...) وقامت بازالة اغلب الخيام الموجودة بالميدان"، واضافت ان "بعض انصار الرئيس المعزول تصدوا لها الا انها اعتقلت بعضهم" واوضح مصدر امني لوكالة فرانس برس ان عشرات من انصار مرسي اوقفوا بمساعدة سكان في المنطقة. وكانت الحكومة المصرية اعلنت وقف حركة القطارات الخارجة من القاهرة والداخلة اليها الاربعاء لمنع حصول تظاهرات خارج العاصمة. وفي ردود الفعل على العملية، اعلن المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الامين العام "يدين باشد التعابير حزما اعمال العنف" في القاهرة، و"يأسف لقيام السلطات المصرية باختيار استخدام القوة"، واعربت فرنسا عن "اسفها الشديد" للعنف الدائر في مصر ودعت الى تغليب "منطق التهدئة". ودانت وزارة الخارجية البريطانية "استخدام القوة لتفريق المتظاهرين" المؤيدين لمرسي ودعت "قوات الامن الى التحرك بضبط النفس" بعد اعمال العنف التي اسفرت عن سقوط عشرات القتلى، ودعت الحكومة التركية الاسرة الدولية الى وقف "المجزرة" في مصر فورا، وصدرت ايضا مواقف منددة بالعملية من ايران وقطر وحركة حماس في قطاع غزة. وقام الجيش بازاحة مرسي، اول رئيس مصري منتخب، واعتقاله في 3 يوليو اثر تظاهرات حاشدة شارك فيها 30 مليون متظاهر طالبت برحيله اخذة عليه الاستئثار بالسلطة لصالح جماعة الاخوان المسلمين، والاجهاز على اقتصاد منهك اساسا. وقرر القضاء المصري الاثنين تجديد حبس الرئيس المعزول 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة "التخابر مع حركة المقاومة الاسلامية حماس للقيام باعمال عدائية" مطلع عام 2011.