الخميس  2024-11-21 11:46:00 آخر تحديث 2024-11-21

أخر خبر

جديد "الصحافة" : (ألف لعبة ولعبة) الصحافة      BBC : محاكمة مرسي: الجيش يعلن حالة التأهب القصوى بعد نقل المقر فجأة إلى أكاديمية الشرطة الصحافة      غاده عبدالرازق لـCNN: هذا موقفي من باسم يوسف الصحافة      CNN : بعد محاكمة القرن.. مرسي يواجه تهم قتل المتظاهرين الصحافة      جديد الصحافة : (اليشمك) مجلة الموضة العالمية الصحافة      CNN : "صاروخ جنسي" يطرق أبواب العرب الصحافة      CNN : أمريكا تندد بالقمع الوحشي للاحتجاجات في السودان الصحافة      فتيات يتناولن دواء تسمين المواشي ليجذبن الزبائن الصحافة      BBC : سوريا ترحب بالمبادرة الروسية لوضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية الصحافة      CNN : مصر : لا نحتاج أموال قطر الصحافة      CNN : سوريا ترحب بإخضاع "الكيماوي" لرقابة دولية الصحافة      رويترز : انتقادات حادة لفيلم جديد عن الاميرة ديانا الصحافة      CNN : خرافات عن الزفاف.. سكين وحجاب وعنكبوت الصحافة      CNN : حملة عنف غير مسبوقة تستهدف الكنائس بمصر الصحافة      رويترز : حكومة ليبيا تهدد بعمل عسكري إذا حاول المحتجون بيع النفط الصحافة     

اعلامنا يعيش في جلباب شمريون

  • تاريخ الاضافة : 02 نوفمبر 2012
  • القراء : 5,884
  • أرسل لصديق
  • طباعة



 


حمدي نصر


العجب العجاب أن إعلامنا مازال  يعيش في جلباب شرميون حتى يومنا هذا! وللحق والأمانة والإنصاف استدرك قائلاً: (بعض إعلامنا)، والبعض قد يكون أكثر مما أقصد، لكن البضع هو الأقرب لأنه يتراوح ما بين ثلاثة إلى تسعة فقط.


 


فقد صحت كليوباترا من نومها ذات يوم  لتفاجأ بجماهير الشعب تهتف في فرح بالنصر العظيم الذي حققه الأسطول المصري ودمر فيه أسطول روما، وهي هتافات وفرحة وصفها لنا أمير شعرائنا أحمد شوقي في مسرحية مصرع كليوباترا، بقوله:


يومنا في أكتيوما


ذكره في الأرض سار


اسألوا أسطول روما


هل أذقناه الدمار


أحرز الأسطول نصرا


هز أعطاف الديار


شرفا أسطول مصرا


حزت غايات الفخار


 


ثم اتضح بعد ذلك أن هذا النصر ما هو إلا فبركة إعلامية رخيصة يحدث مثلها كثيراً في أيامنا هذه. رغم أن تلك  المعركة حدثت قبل الميلاد، حيث نشر إعلام كليوباترا- وسيأتي ذكره-: إن أسطول مصر دمر الأسطول الروماني في معركة أكتيوما، والحقيقة كانت عكس ذلك تماماً. ولأنها تعرف الحقيقة كانت كليوباترا صادقة مع نفسها فقالت على لسان شوقي في الحوار الذي سألت فيه وصيفتها وخادمتها شرميون عما يحدث، فأجابتها شرميون:


الجماهير يا مليكة بالشط


يموجون في حبور وبشر


سرهم ما لقيت في اكتيوما


من ظهور على العدو ونصر


لا يقولون أو يعيدون إلا


نبأ بات في المدينة يسري


 


- فانزعجت كليوباترا قائلة:


يالإفك الرجال ماذا أذاعوا


كذب ماروو صراح لعمري


أي نصر لقيت حتى أقاموا


ألسن الناس في مديحي وشكري


ظفر في فم الأماني حلو


ليت منه لنا قلامة ظفر


وغدا يعلم الحقيقة قومي


ليس شيء على الشعوب بسر


 


-وهنا انهارت الإعلامية والخادمة والوصيفة شرميون توضح الموقف قائلة:


ربة التاج ذلك الصنع صنعي


أنا وحدي وذلك المكر مكري


كثرت أمس في الأياب الأقاويل


وظن الظنون من ليس يدري


فأذعت الذي أذعت عن النصر


وأسمعت كل كوخ وقصر


 


وبعض إعلامنا يمارس اليوم نهج "الإعلام الشرميوني" في تنزيه الزعماء والقادة وعصمتهم، فعبد الناصر كان الزعيم الأوحد، والسادات كان الزعيم المؤمن لأنه أول رئيس قال في افتتاحية خطاباته "بسم الله"، وقد طالبه الشيخ عمر التلمساني رحمة الله عليه أن يكملها، أي أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ولم يحدث لكنه بقى الرئيس المؤمن. أما مبارك فكان الرئيس المبارك والأب الروحي، وجاء بعده الدكتور محمد مرسي الذي طلّع فيه الإعلام على حد تعبيرنا المحلي"القطط الفطسانه" لأن المجتمع تفتت إلى أحزاب كل حزب بما لديهم فرحون، والسلطة والكرسي يتنازعون، ولأن الإعلام انعكاس لما يحدث في المجتمع لا أجد وصفاً له أبدع وأروع وأقرب مما قاله شوقي في القصيدة نفسها:


أثر البهتان فيه


 وانطلى الزور عليه


ياله من ببغاء عقله في أذنيه


 


فهو ينشر كل ما يُقال وكل ما يسمع دون تفكير، وأحيانا  بقصد وتدبير بلا حياء أو ضمير. وأخال أن مصر المحروسة ستكون أحوج ما تكون في الأيام القليلة القادمة إلى تطوير وتوسعة مستشفى الأمراض النفسية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الشعب المصري الذي يعاني من كثرة ما يرى ويسمع ويقرأ في أجهزة الإعلام، خاصة وأن بعض الأحزاب كل برامجها لا يوجد فيه إلا بند واحد "العمل بجد ونشاط وتفان على  شتيمة الأحزاب الأخرى والإساءة لها  بأي شكل وأسلوب، وهذا هو كل المراد والمطلوب"!


بعد كل هذا القصور والفجور والجور، المشحون بالظلم والمجون، ألا يعيش إعلامنا في جلباب شرميون؟ اللهم لا تؤاخذنا بما فعله الإعلاميون منا  يارب العالمين.




  •   مواد ذات علاقة
 

لا توجد تعليقات مضافة

 
نحتفظ بسرية المعلومات



متستغفلنيش
Google+
top site