أخر خبر |
أكد الرئيس المصري محمد مرسي أن الشعب المصري يقف بكل قوة مع الشعب السوري، آملا أن تنجح مبادرة مكة في وقف نزيف الدم، مؤكدا أن على الرءئيس السوري الرحيل تنفيذا لإرادة شعبه، مؤكدا على ضرورة الحل السلمي ، ورفض التدخل الخارجي في الشأن السوري.
وتحدث مرسي في حديث الى رويترز يوم الاثنين عن قضايا داخلية وخارجية مختلفة في أول مقابلة مع وكالة أنباء عالمية منذ تولى رئاسة مصر في اخر يونيو .
نعرف أنك ستزور إيران والصين وهما بلدان يدعمان سوريا. والوضع السوري متأزم جدا. فهناك مجازر وقتل كل يوم. ما هي رسالتك التي سوف توجهها إلى الصين من خلال الزيارة بالنسبة إلى سوريا؟
- الشعب المصري يقف بكل قوة مع الشعب السوري في هذه المحنة ويؤيد مطالب الشعب السوري في الحياة الديمقراطية الدستورية المستقرة. ولذلك لم يعد هناك مجال الآن إلا لأن يحصل الشعب السوري علي حريته وأن يقوم علي أمر نفسه وأن يدير شأنه بنفسه.
نحن لا نتدخل في شؤون الشعب السوري.. هو الذي يدير شأنه بنفسه. ولكننا -الشعب المصري وأنا أعبر عن الشعب المصري- ضد الممارسات الدموية التي يمارسها النظام السوري الآن ولا بد من وقف نزيف الدم هذا. ولدينا مبادرة كانت في مؤتمر مكة منذ حوالي عشرة أيام والآن جار مباحثات بين الدول الأطراف في هذه المبادرة لكي نبدأ خطوات جادة نحو وقف نزيف الدم السوري وتمكين الشعب السوري من الحصول علي حريته ومن إدارة شؤونه بنفسه.
آن الأوان لكي يقف هذا النزيف ولكي ينال الشعب السوري حقه كاملا ولكي يذهب من المشهد هذا النظام الذي يقتل شعبه.
- هذه المبادرة هل تنص على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد. ما هي المبادرة بتفاصيلها؟
- المبادرة بتكوين مجموعة دولية عربية إقليمية من مصر، والسعودية، وإيران، وتركيا لكي تتباحث الدول الأربع في كيفية تمكين الشعب السوري من أن يدير شأنه بنفسه وأن يقف هذا النزيف.. نزيف الدم، ولاحل إلا برحيل الرئيس السوري لأن هذه إرادة الشعب. مع رفضنا التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
نري أن هذا مسؤولية البشرية جميعا ونري لأنفسنا مسؤولية مباشرة لوقف هذا النزيف. فهذه الأطراف الأربعة ستتحاور وسوف تجتمع مع بعضها البعض وبسرعة جدا لتحقيق هذه الأهداف للشعب السوري.
- وما هي الرسالة التي ستوجهونها إلى إيران. فإيران حتى الآن تقف وراء نظام الأسد؟
- هي نفس الرسالة التي أقولها: الجلوس من أجل التباحث لتمكين الشعب السوري من الحصول علي حريته ومن إدارة شأنه بنفسه. لم يعد هناك مجال لكلمة الاصلاح وإنما الحديث عن التغيير.
- هناك مجازر يومية.. هناك قتل وتشريد.. الدول العربية دعت الرئيس بشار إلى الحوار وإلى الإصلاح.. كل هذا فشل. هل تدعو الرئيس بشار إلى أن يتنحى؟ وإذا لم يتنح وإذا لم يمض في الحوار هل حان الوقت لعمل عسكري دولي وعربي بمساندة عربية مثلما حدث في ليبيا؟
- نحن ضد العمل العسكري علي أرض سوريا بكل أشكاله. نحن نريد أن نتدخل بطرق سلمية ناجعة ومؤثرة لكي يتمكن الشعب السوري من تحقيق أهدافه من هذه الثورة ومن هذه الحركة من أجل حريته.
هذا الذي نسعي إليه لكننا لا نوافق علي العمل العسكري ضد سوريا لأنه سيعود بالسلب علي الشعب السوري نفسه.
- لكن الرئيس بشار يقول إنه لن يتنحى والثوار يقولون إن ثورتهم مستمرة. فما هي الطرق السلمية التي يمكن أن تؤدي إلى تنحيه؟
- عندما أتحدث عن الطرق السلمية أتحدث عن الفعل الخارجي لأن الشعب السوري يقاوم الآن مقاومة سياسية ومقاومة عسكرية فهذا شأنه.
نحن ندعم حركة المقاومة ضد النظام القائم وبكل السبل الممكنة. لكننا لا نتدخل في الشان الداخلي للشعب السوري. ولذلك الذي يقرر ماذا يجب عمله (للتخلص) من هذا النظام هو الشعب السوري.
الشعب السوري قال كلمته واضحة للعالم كله: إن علي هذا النظام أن يرحل. فبالتالي ليس أمامنا مجال نحن عندما نتحاور كدول داعمة لحركة الشعب السوري ولثورته ولحقه في الحرية والاستقرار ولوقف نزيف الدم.. عندما نتحدث في ذلك ليس لدينا مجال أن نتحدث عن طرفين أو عن حوار بين الطرفين أو إصلاح إنما نتحدث لدعم إرادة الشعب السوري بضرورة التغيير وبضرورة رحيل هذا النظام عن الشعب السوري.
- هل ستطلبون من حلفاء الرئيس السوري مثل إيران والصين وروسيا أن يضغطوا عليه من أجل أن يتنحى؟
جواب - نحن أعلنا قبل ذلك بالفعل عدة مرات أن الأصدقاء للشعب السوري في الصين أو في روسيا أو في غيرها من الدول.. ونحن نسعي بكل قوة لندعم الشعب السوري في حركته.
نحن نطلب أيضا من العالم الحر ومن هذه الدول أن تدعم حركة الشعب السوري وأن تساهم مساهمة فعالة في أن يحقق أهدافه وأن يذهب هذا النظام بعيدا عن الشعب السوري.
- الساحة السورية أصبحت حالة صراع إقليمي ودولي. فهناك سوريا وحلفاؤها ضد أمريكا وحلفائها.. هناك السعودية وقطر وغيرهما. فكأنها صارت حربا بالوكالة.
روسيا مصرة على دعم بشار الأسد والصين كذلك عبر حق النقض في الأمم المتحدة. هل ثمة أمل أو إشارة أو بوادر من هذه الدول الحليفة لسوريا أنها ستضغط على الرئيس السوري؟.
- من أجل كل هذه التعقيدات اقترحنا المبادرة المصرية في مؤتمر مكة لكي تجلس الأطراف المعنية بالأمر سواء عربية أو إقليمية لبحث هذا الموضوع لتحقيق هدف الثورة السورية وتحقيق ما يرغب فيه الشعب السوري.
- بالنسبة لزيارتك لإيران.. أنت تزور إيران بينما طبول الحرب ضدها تدق. الغرب يقول إن إيران تشكل تهديدا بما تملكه من برنامج نووي. والدول العربية الخليجية السنية تقول نفس الشيء أيضا وإن إيران تشل تهديدا للأمن والسلام في المنطقة.
كيف ترى إيران؟ هل تعتبر أن إيران تشكل تهديدا للمنطقة؟.
- زيارتي لإيران يوم الخميس القادم في إطار مؤتمر دول عدم الانحياز في المقام الأول. فهذا هو الهدف الأساسي. والعلاقات المصرية الدولية في مصر الجديدة الآن بعد أن عبر المصريون عن إرادتهم الحرة باختيار رئيس يعبر عنهم السياسة المصرية الخارجية ستقوم علي التوازن الإقليمي والدولي والانفتاح علي الجميع وتحقيق الرسالة العالمية لمصر وللمصريين.. رسالة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
- هل تعتقد أن إيران تمثل تهديدا للمنطقة؟ وإذا حدث ضرب لإيران ما هي تداعيات هذا الضرب على المنطقة في رأيكم؟.
- في مصر نحن نري أننا قادرون علي حفظ أمننا سواء الداخلي أو الخارجي. ونري أن كل دول المنطقة في حاجة إلى الاستقرار وإلى التعايش السلمي مع بعضها البعض. وهذا لا يكون بالحروب وإنما يكون بالعمل السياسي والعمل الحر والعلاقات المتميزة بين الدول في المنطقة.
آن الأوان لكي يدرك الجميع أن الحرب لا تحقق استقرارا وإنما السلام المبني على العدل.. السلام الشامل للجميع دون عدوان من أحد على أحد. نحن أبدا لن نكون طرفا في عدوان على أحد ولا نقبل من أحد علي الإطلاق أن يهدد أمننا أو أمن المنطقة لسبب أو لآخر. هذا الكلام للجميع وعن الجميع بما في ذلك كل دول هذه المنطقة.
- أنت أول رئيس لمصر يزور إيران منذ القطيعة الدبلوماسية عام 1979. هل ستبحث هناك إعادة العلاقات؟
- نحن الآن -كما قلت وأؤكد- العلاقات الخارجية المصرية تقوم علي أساس التوازن وعدم التدخل في شؤون الغير وأيضا لا نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا. وبالتالي قرارنا دائما ما يحقق المصلحة لنا ولمن يتعاون معنا.
والشعب المصري بعد ثورة عظيمة يريد انفتاحا دوليا على كل القوى العالمية. ونريد توازنا في علاقتنا مع الآخر أيا كان هذا الآخر.
- هل ستعيدون العلاقات أم لا؟
العلاقات الدولية بين كل الدول مفتوحة، والأصل في العلاقات الدولية هو التوازن. ونحن لسنا ضد أحد، ولكننا نحرص على تحقيق مصلحتنا في كل الاتجاهات، ولسنا أبدا طرفا في نزاع، وإنما نريد أن نكون دائما طرفا في عملية متكاملة واستقرار للمنطقة وللعالم.
- ننتقل إلى إسرائيل.. هي دولة تقيم معكم علاقات فما هي علاقات الدولة الجديدة في مصر بإسرائيل؟ هل تعتزمون زيارة إسرائيل في وقت ما أو استقبال مسؤولين إسرائيليين في مصر؟.
- أنتم تعلمون أن الشعب المصري يحمل -وأحمل معه- رسالة سلام إلى هذا العالم. كل ما يعزز هذا السلام في المنطقة نحن معه. ونحن نتحدث عن السلام الشامل والعادل لكل شعوب العالم. وبالتالي الحديث عن السلام في جو من الظلم أو عدوان أحد على أحد يصبح حديثا منقوصا.
نتحدث عن السلام بمفهومه العادل المستقر لكل شعوب ودول العالم وليس فقط دول وشعوب هذه المنطقة. ولذلك كما قلت علاقتنا الدولية تقوم علي هذا التوازن.
- هل ستستقبلون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مصر؟.
- مصر والشعب المصري يقرر علاقاته الخارجية بإرادة حرة. وما يحقق مصلحة مصر والمنطقة هو ما دائما تصدر به القرارت وتكون على اساسه الحركة.
- ما وضع التنسيق بالنسبة لسيناء مع إسرائيل؟ هل هناك تنسيق بعد استهداف قوات حرس الحدود المصرية على الحدود مع قطاع غزة؟
- سيناء أرض مصرية بكل معنى الكلمة. والإرادة المصرية هي الفاعلة في سيناء. نحن كما قلت لا نتدخل في شؤون أحد ولا نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا.
فنحن نمارس بإرادة حرة دورنا ونمارس سيادة الدولة المصرية علي كامل التراب والأرض المصرية.. لا نهدد بذلك أحدا ولكننا نحمي أمننا الداخلي وأمننا الخارجي.. بإرادتنا الحرة.. بإمكانياتنا التي تقوم عليها هذه المنظومة المتوازنة.
فمصر شعبها وجيشها في اتجاه واحد من أجل الاستقرار. وكما قلت: سيناء أرض مصرية. فنحن نؤدي دورا واجبا علينا كقيادة لهذا الشعب في هذه المرحلة من أجل بسط نفوذ الدولة المصرية على كامل تراب أرض مصر ضد كل من يهدد أمننا الداخلي أو الخارجي.
- هل هناك أي اتصالات أو تنسيق أمني بين مصر وإسرائيل خاصة أن الوضع في سيناء يخضع لشروط معاهدة السلام بين البلدين؟ هل هناك أي اتصالات أو تنسيق على هذا المستوى؟
- الجميع يعرف أن العلاقات الدولية لا تقوم على القطيعة. العلاقات الدولية تبني علي الاتصالات والتواصل بين الدول. فالدول في علاقاتها مع بعضها البعض تتواصل وتتحاور وتناقش ولكن بدرجات مختلفة وبدرجات ووسائل متعددة.
لكن ما أؤكد عليه أن الأرض المصرية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا تحت سيطرة الدولة المصرية. ونحن ما نقوم به في سيناء أو في أي مكان آخر علي أرض مصر ليس موجها إلى أحد أو ضد احد وإنما لبسط نفوذ الدولة المصرية وتحقيق الأمن الداخلي والخارجي لمصر.
- هل وجود قوات للجيش المصري في المنطقة (ج) بسيناء المحددة في الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام لوجود قوات الشرطة يعني تغييرا في نصوص المعاهدة؟
- كثافة التواجد الأمني في سيناء.. ليس فقط للقوات المسلحة وإنما أيضا لقوات الشرطة والداخلية وقوى الأمن (هي) اللازمة لحفظ حياة سكان سيناء ولحفظ الأمن المصري وليس هناك ما يقلق علي الإطلاق.
- ألم يطرأ أي تعديل على الاتفاقيات؟
- نحن الآن نتصرف باحترام كامل لكل الاتفاقيات الدولية وليس هناك مجال على الإطلاق للقلق من هنا أو هناك لأن مصر تمارس دورها الطبيعي جدا على أرضها ولا تهدد أحدا.
ولا ينبغي أبدا أن يكون هناك أي نوع من أنواع القلق الدولي أو الإقليمي من وجود قوات للأمن المصري سواء من الشرطة أو مدعومة من قوات الجيش للتصدي لأي عمل إجرامي في سيناء أو في غير سيناء.
- ما مدى الخطر من وجود الجماعات التي توصف بالتكفيرية في سيناء وهل تمت السيطرة عليها؟
- هذه العملية مستمرة إلى أن يستقر أمن سيناء تماما وتمنع كل هذه البؤر الإجرامية من أن تتكرر في المستقبل أو تلك الحوادث أن تعود.
- أنت بعد ساعات في الصين وبعد ذلك في الولايات المتحدة.. أي تزور القوتين الاقتصاديتين الكبريين في العالم. كيف تستطيع أن تقنع المستثمرين فعلا بأن مصر تمضي على طريق الإصلاح الاقتصادي؟
- أنا أبحث عن مصلحة الشعب المصري شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وحيثما وجدت هذه المصلحة سوف أكون. مصلحة الشعب المصري تقتضي أن تتوازن علاقتنا مع العالم كله. نحن كما قلت وأؤكد جئنا -المصريون الآن في مصر الجديدة- برسالة سلام إلى العالم.
- فيما يتعلق بالاقتصاد والإصلاح الاقتصادي كيف تقنع المستثمرين في الصين والولايات المتحدة بالاستثمار في مصر؟.
- هم الآن مقتنعون لأنهم يقرأون الواقع المصري والاستقرار المصري في هذه المرحلة وأن مصر لديها الإمكانيات والموارد في المستقبل لكي تتعامل مع العالم كله سياسيا واقتصاديا. ولذلك القناعات تزداد لدى المستثمرين في العالم، والحركة الآن غير سابقتها وهناك حركة على الأرض من بعض المستثمرين تتزايد.
الحال المصري الآن بالموارد المصرية وبالوضع المصري الآن وبالاستقرار واستقرار البورصة ونموها وحالة الدولة المدنية التي تولد الآن في مصر كما تعلمون.. هذه الأجواء وهذه الأحوال تطمئن الجميع. فالحالة الواقعية هي التي تتحدث عن مصر وتقنع الآخرين بالاستثمار في مصر في هذه المرحلة.
- بالنسبة لصندوق النقد الدولي ما هي الإصلاحات الواقعية التي تنوي اتخاذها بهذا الشأن؟ هل ستخفض الدعم على الطاقة؟ هل ستزيد الضرائب؟ هذه الإجراءات تقشفية.. كيف ستسوقها للشعب المصري؟
- يجب أن نميز بين شيئين.. بين الخطة الاقتصادية والاستثمارات الداخلية في مصر وبين المستثمرين الذين يأتون من خارج مصر، أو الدعم الذي يمكن أن يقدم للاقتصاد المصري.
فصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والحركة الدولية في هذا الإطار كمؤسسة كبيرة.. لأنها تكونت لديها قناعة بأن الشعب المصري في حركته والدولة المصرية في سياستها لديها إمكانية النمو.. فصندوق النقد الدولي يريد أن يساعد مصر في هذا النمو.
من أجل ذلك هذه القناعة تتحول الآن إلى قرض ميسر فيه فترة سماح 39 شهرا، وخدمة دين 1.1 في المئة. هذه الواحد وواحد من عشرة في المئة خدمة للدين فقط.. خدمة إدارة للدين.. هذه قناعة تكونت لدى صندوق النقد الدولي.
نحن نرحب بالمؤسسة وبفعلها وبحركتها لمساعدة الاقتصاد المصري كي ينهض في هذه المرحلة وهو ينهض.
- لكن هناك إجرءات لنخفيض الدعم على بعض السلع يتعين على الدولة أن تقوم بها؟
- هذه إجراءات خاصة بالدولة المصرية
القبض على صاحب "الفنكوش" |
الأسد : مصرون على استعادة كافة الأراضي السورية |
"هيومن رايتس" تدعو لحرية الشذوذ الجنسي |
وفاة الطبعة الورقية من مجلة نيوزويك |
ألماسة قرنفلية تجلب 28.55 مليون دولار |
لا توجد تعليقات مضافة